وقعت الحكومة الانتقالية بالسودان مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة مالك عقار، الجمعة اتفاقا إطاريا للسلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وشمل الاتفاق الذي جرى توقيعه القصر الرئاسي بعاصمة جنوب السودان جوبا، على بنود الترتيبات الأمنية ونظام الحكم، ومواضيع الأراضي وحق التشريع في المنطقتين وقضايا السلطة والثروة.
ووقع عن حكومة السودان رئيس وفد التفاوض الفريق أول محمد حمدان حميدتي، ومن جانب الحركة الشعبية رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، الفريق أحمد العمدة بادي، فيما وقع عن الوساطة الفريق توت قلواك، رئيس فريق الوساطة الجنوبية ومستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية.
وجرت مراسم التوقيع بحضور الرئيس سلفاكير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان وراعي محادثات السلام السودانية، بحضور فريق الوساطة الجنوبية والمراقبين لعملية السلام السودانية، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى جمهورية جنوب السودان.
وقال حميدتي في كلمة مقتضبة، عقب مراسم التوقيع، إن التوقيع على الاتفاق الإطاري يؤكد صلابة العزيمة ومتانة الشراكة بين الأطراف المتفاوضة.
وأوضح أن وفد الحكومة لمفاوضات السلام يسعى من خلال منبر جوبا إلى التوصل إلى سلام شامل يغير حياة الناس للأفضل وينهي المآسى التي سببها الظلم والتهميش.
وأكد استعداد الحكومة لدفع استحقاقات السلام، قائلاً إنها ستعمل مع الشركاء الاقليميين والدوليين لتحقيق غايات السلام.
من جانبه أكد نائب رئيس الحركة الشعبية، ورئيس وفدها المفاوض ياسر عرمان، إلتزام الحركة بالاتفاق الذى تم توقيعه والعمل مع فصائل الجبهة الثورية إلى تحويله لاتفاق سلام شامل قبل تاريخ الرابع عشر من فبراير.
وأوضح عرمان ان الاتفاق حوى مواضيع الاراضي وحق التشريع فى المنطقتين وقضايا السلطة والثروة، مشيرا الى أن أطراف التفاوض تسعى من خلال السلام إلى بناء سودان جديد يتعايش فيه الجميع، قائم على شراكة استراتيجية مع مجلسى السيادة والوزراء والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير.
وأشار عرمان إلى تطلعهم إلى بناء اتحاد كونفدرالي في المستقبل مع دولة جنوب السودان، مؤكداً استعداد الحركة الشعبية جناح عقار للتنسيق مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو من أجل السلام.
إلى ذلك عبر الرئيس سلفاكير ميارديت في كلمته عن سعادته بتوقيع الاتفاق وتمنى أن تصل الأطراف إلى سلام شامل في الأسابيع القادمة، وأضاف “ليس هنالك أفضل من السلام لتحقيق الأهداف”.
وأوضح الرئيس سلفاكير أن القيادة في البلدين تسعى لإنهاء الحرب فيهما، مشيرا إلى أن ما حدث فى ابيى مؤخرا يعبر عن عقلية النظام القديم في السودان ولن يؤثر فى علاقة البلدين.
وقال رئيس جمهورية جنوب السودان إن قيادة البلدين تسعيان لإسكات البندقية وإنهاء المعاناة التي سببتها الحروب وفتح المجال واسعا للتعاون الاقتصادى بين الخرطوم وجوبا عبر تسهيل حركة التبادل التجارى بين البلدين من أجل مصلحة الشعبين.