اتهمت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي انتصار صغيرون، كوادر النظام البائد، بتهديد عملية التعليم بتحريض الطلاب على تنظيم وقفات احتجاجية، والتي اعتبرتها ضغوطاً سياسية من نظام المخلوع عمر البشير، في وقت مات فيه طلاب التعليم العالي وهم يرفعون شعارات (لا تعليم في وضع أليم) ـ على حد تعبيرها ـ.
وقالت خلال مخاطبتها ندوة (التفاكر حول محاور سياسات التعليم العالي والبحث العلمي)، اليوم (الأحد)، إن الجامعات أضحت تنشأ بطلب من المجموعات والعشائر، مستدلة بجامعة السلام وجنوب كردفان التي تتحكم القبائل والعشائر في تحويلها من منطقة إلى أخرى، لافتةً إلى أن التعليم مربوط بالتشتت والتمزق الذي أرسته حكومة الإنقاذ السابقة، واصفةً واقع التعليم بأنه مزعج للغاية.
وأكدت الوزيرة صغيرون، أن التوسع في مؤسسات التعليم العالي كان على حساب الجودة، مشيرةً إلى أن الكثير من الجامعات تفتقد للمعينات والمعامل والأساتذة، مستشهدةً بانشاء (5) كليات في العام 2015م تضم كليات علمية تفتقد لكل المقومات.
واستهجنت الوزيرة، إنشاء كليات طب وطب بيطري في مناطق تفتقد لمقومات تلك الكليات، واعتبرتها (جامعات وهمية) غير موجودة، ونوهت إلى أن الجامعات عبارة عن مدارس دون مبانٍ، وأن الأستاذ الجامعي ينقل لتلك الجامعات بتكلفة طائرة.
وأعترفت صغيرون، بأن وضع التعليم لا يمكن إصلاحه خلال شهرين، ونوهت إلى شعارات وصفتها بالبغيضة تم دفع الطلاب لرفعها منها (التحويل ولا التقفيل) مؤكدةً أن الوضع بالجامعات لا يشرف أي شخص، كما أكدت أن البلاد لا تحتاج (32) كلية طب و(12) كلية طب أسنان و(11) كلية صيدلة و(47) كلية تمريض، مبينةً أن غالبية المتخرجين من هذه الكليات لا يجدون وظائف.
وكان مجلس الوزراء، قد قرر فتح الجامعات مطلع أكتوبر المنصرم، بعد اتخاذ عدد من الإجراءات المتعلقة بتهيئة البيئة الدراسية بينها إعفاء مدراء الجامعات، وقبول استقالة من يتقدم بها، وسحب الشرطة الجامعية، وذلك في إطار تهيئة البيئة الدراسية بالجامعات بعد ثلاثون عاماً ظلّ خلالها التعليم في حالة إنهيار بسبب سياسة نظام الإنقاذ البائد بزعامة المعزول عمر البشير.