نيالا- دارفور24
تسلمت الحكومة السودانية الثلاثاء المقر الرئيسي للبعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة “يوناميد” بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور المعروف ب “super camp” وهو ثاني اكبر مقرات البعثة بدارفور، وتجيء الخطوة تنفيذاً لقرار مجلس الامن الدولي 2429 الذي نص على تخفيض قوات اليوناميد بدارفور.
وحضر مراسم التسليم رئيس بعثة اليوناميد السفير “جيرمايا ماما بولو” ووكيل وزارة الخارجية السودانية السفير عمر الفاروق ووالي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد، وعدد رؤساء الوحدات والقطاعات باليوناميد والحكومة السودانية، والقيادات الاهلية بالولاية.
ونص الاتفاق المبرم بين الحكومة السودانية والامم المتحدة- بشأن مقرات البعثة- على تخصيص منشآت البعثة الى الأغراض المدنية لخدمة مواطن دارفور، حيث تم تسليم المعسكر الذي تبلغ مساحته اكثر من 2000 كيلو متر مربع الى جامعة نيالا، كما تم تخصيص جزء منه الى اكاديمية الشرطة السودانية للتدريب، وتخللت عملية التسليم انزال شعاري الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ورفع علم السودان، بجانب التوقيع على المستندات الخاصة بالأصول الثابتة والمتحركة التي يحتويها المقر.
وقال رئيس بعثة اليوناميد ان قيمة الاصول الثابتة والمتحركة بالمعسكر التي تم تسليمها للحكومة السودانية بجنوب دارفور تقدر بنحو “99,4” مليون دولار، بالاضافة الى القوة البشرية التي تم تدريبها بواسطة البعثة، واعرب عن امله في ان تلتزم الحكومة بان تكون مقرات واصول اليوناميد للاستخدام المدني الي يستفيد منه انسان دارفور، واضاف “نأمل ان تستخدم الحكومة هذه الاصول بتروي وبهدف تطبيق الحكم الراشد وسيادة حكم القانون”
واوضح ان هذه الاصول عبارة عن “204 سيارة، 175 مولد كهربائي، 580 غرفة سكنية مجهزة بنظام 5 نجوم، بالاضافة الى 4 منشآت كبيرة عبارة عن مجمعات مكاتب، فضلاً عن مجموعة من الاصول تم تخصيصها لمطار نيالا الدولي وهي 3 مولدات كهرباء وعربتا اطفاء و6 بصات وإحدى الآليات الثقيلة، وعدد 5 حاويات مليئة بالأدوية والمعدات الطبية، ومحطة وقود بسعة 5 مليون لتر مكعب، وقال ان هذه الامكانيات التي سلمتها البعثة للحكومة السودانية ستقدم فرصة كبيرة لتحسين حياة انسان دارفور بحيث يمكن لهذا المقر ان يستخدم للتعليم والتدريب وتقديم الخدمات الاخرى- على حد قوله-
وتعرض معسكر بعثة اليوناميد بولاية غرب دارفور من قبل الى عمليات نهب وسلب بعد اعلان قرب موعد خروج البعثة من الولاية، الأمر الذي أثار مخاوف البعثة وحكومات الولاية الأخرى، وشرعت في وضع ترتيبات حماية المقرات قبل عملية الخروج، وقال نائب مدير جامعة نيالا ان ادارة الجامعة اتفقت مع سلطات الولاية على ابقاء القوة المشتركة التي تحرس المعسكر الآن لمدة اسبوعين، ومن ثم تؤول عملية الحراسة الى الجامعة وشرطة الولاية المستفيدتين من المقر.
وقطع والي جنوب دارفور اللواء هاشم خالد بأن الاصول التي تسلمتها حكومته الولاية ستستخدم للأغراض المدنية وقال “نعاهدكم بأن يؤول هذا المقر الى مجتمع دارفور لبناء السلام وتقديم الخدمات” مبيناً أنه بحسب الاتفاق تم تخصيص المقر الى جامعة نيالا واكاديمية الشرطة للتدريب، واردف “بإنزال شعار الامم المتحدة والاتحاد الافريقي من السارية ورفع علم السودان نعلن عودة السيادة الوطنية لل super camp”
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير عمر الفاروق ان تمديد فترة بقاء اليوناميد بدارفور حتى اكتوبر 2020م يعد تجديداً للثقة في البعثة كشريك للشعب السوداني في دعم جهود الوساطة لتحقيق السلام بدارفور وكل مناطق النزاعات الاخرى، واعرب الفاروق عن شكر الحكومة السودانية للمجتمع الدولي على وقفته مع السودان لأجل تحقيق السلام وتأكيداته المستمرة على الاستمرار في دعم السودان، واضاف “نجدد الاعراب عن سعادتنا بالطريقة الحضارية التي تمت بها اجراءات تسليم مقرات اليوناميد للحكومة، والتي تؤكد بأن البعثة تركت بصمتها من خلال الاصول والمعدات والامكانيات اللوجستية التي سيستفيد منها انسان دارفور”