الشيخ مطر يونس علي حسين، من مواليد زالنجي في العام 1970م، وُلِد كفيفاً، تلقى التعليم الأولي في مسجد زالنجي الكبير، ثم واصل تعليم القرآن الكريم في خلاوي أم ضوبان بالخرطوم ومنها إلى المعهد العالي للائمة والدعاة بنيالا، يعمل حالياً مدرساً للقرآن وامام مسجد.
تم إيقاف مطر يونس من خطبة الجمعة في العام 2008م بواسطة جهاز الأمن في عهد النظام السابق، كما تم اعتقاله عشرات المرات، بسبب مساندته لحركة عبد الواحد محمد نور، ووقوفه مع قضايا النازحين في مواجهة الانتهاكات التي يتعرضون لها بواسطة المليشيات المسلحة.
“دارفور 24” إلتقت مطر يونس وحاورته في قضايا الراهن السياسي، “الحكومة الانتقالية وزيارات حمدوك لمعسكرات النازحين وتسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية”.
*كيف استطعت ان تحدد موقفك من قضية دارفور؟
أنا مولود في السودان وتربيت في زالنجي، من العام 1981م بدأت في متابعة السياسة، لاحقاً ذهبت للخرطوم في العام 1987م لذلك شعرت بان الدولة السودانية قائمة على الظلم والتهميش
وعندما انعدلت الحرب في دارفور في2002م-2003م وجدت نفسي متفق مع أطروحات قادة الكفاح المسلح، والقضية واضحة بالنسبة لي لذلك ما مهم قبيلة من يتبناها يكون زغاوي او فوراوي.
* كيف تنظر إلى قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي؟
لولا النضال المسلح ما كان دخل حميدتي القصر الجمهوري، هو مواطن سوداني من حقه ان يطمح في دخول القصر الرئاسي لو كنا في دولة تتساوى فيها الحقوق والواجبات ولكن حميدتي دخل القصر عابراً جثث القتلى، وأيضاً أهلي العرب لولا النضال ما كان الواحد قاعد في فريقه ويمنح رتبة الرائد ورتبة العقيد، وما كان الواحد فيهم يحلم بأن يكون ضابط برتبة ملازم، بالمقابل نحن بعد هذا النضال نمشي على الأرض ولا نملك أي شيء راضين عن أنفسنا، وكانت الحكومة غرست في الناس مفاهيم ان المناصب حكراً على أناس محددين وأي شخص من الشمال ينظر لناس الغرب كأنهم قتلة ووحوش وقراصنة، نحن في الغرب ننظر لأهل الشمال بأنهم متغطرسين ومتعصبين ودكتاتوريين وقمعيين، هكذا غرست الحكومات السابقة هذه المفاهيم، من جانبنا نسعى الى تغيير هذه النظرة.
* ماهو تقييمك للمرحلة الجديدة بعد زوال نظام الرئيس المخلوع؟
طبعاً أنا من وجهة نظري أرى ان نظام البشير لم يسقط كلياً، صحيح سقط جزئياً وما زالت جذوره هي المتحكمة في مفاصل سيادة الدولة مثل جنرالات لجنته الأمنية الموجودين في المجلس السيادي، ونحن ناضلنا من أجل التغيير الكامل، وأنا من أرفض بالدولة المطعمة (مدنيين وعسكر) وأؤمن بالدولة المدنية 100%، ليس بها عسكريين في السلطة، يكون العسكريين عندهم مهام محددة هي حماية البلد وحماية الدستور وحماية الشعب أما الحكم فهو للمدنيين.
* ماهي مطالب النازحين للحكومة الانتقالية؟
أولى مطالبنا هي نزع سلاح المليشات لأن السلاح لا زال منتشراً، وتقول الحكومة السابقة إنها جمعت السلاح وهذا كلام فارغ، حتى الآن المليشيات تمتلك السلاح ولابد من جمع السلاح وتأتي مطلب هو يكون للدولة فئتين فقط تحمل السلاح الأولى الجيش السوداني وهو الجيش القومي ولابد ان الجيش السوداني يتهيكل ليشمل كل السودانيين من بورتسودان للجنينة، كل قبائل السودان تمثل في الجيش السوداني.
والمطلب الثالث لابد من محاكمة كل من ارتكب جريمة في حق الشعب السوداني أن يحاكم وتعويض الناس الذين مورست ضدهم الجرائم تعويضات مجزية ويعودون الى قراهم التي نزحوا منها معززين مكرمين ومرفوعي الرأس.
*ما تعليقكم على محاكمة الرئيس المخلوع داخل السودان؟
انا ارى حتى الآن لا توجد قوانين تنص على محاكمة من أرتكبوا جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية والتطهير العرقي في القوانين السارية بالسودان، تحكم وتجرم مثل هذه الانتهاكات. ولكي نرضي الملايين من النازحين واللاجئين لابد من تسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي وبذلك نوفر الثقة للنازحين واللاجئين الموجودين في الحكومة الانتقالية ونقنعهم بأن التغيير قد حصل.
ونحن لا نطلب تسليم البشير لوحده نطالب بتسليم كل من أحمد هارون وعبدالرحيم محمد حسين وعلي كوشيب وجميع الـ 51 متهماً الذين لم يفصح عن اسمائهم بعد.
هنالك من يرى بمحاكمة البشير في لاهاي تضمن له ان يفلت من عقوبة الإعدام وإنه سيكون في سجن مريح لذلك يفضل محاكمته داخلياً ليذوق المعاناة في سجن كوبر؟
نحن ثوار لا منتقمين وهذا الرأي يصدر من اناس لديهم غبن تجاه البشير لذلك نضالنا من أجل العدالة ولم يكن مهمومين بأن ننتقم من البشير “عشان يتسجن في كوبر ويجد الحراري”.
* زار حمدوك معسكرات النازحين بشمال فهل أنتم مستعدين لاستقباله في زالنجي؟
نحن مفتوحين في وجه الشعب السوداني لما زار حمدوك معسكرات زمزم وابوشوك رحبنا بذلك والان لو جاء زالنجي سوف نستقبله وأي قائد سوداني اذا زارنا نرحب به إلا اذا كان أياديه ملطخة بدماء أهل دارفور ففي هذه الحالة نرفض الاستقبال ونمنعه من دخول أرض المعسكر.
* أروي لنا معاناتك في المعتقلات واعتقل كم مرة؟
اعتقلت كتييراً وآخر اعتقال كان يوم 4/1/2018م وخرجت في شهر 8/2018م مكثت أربعة أشهر كنت مسجون في سجن انفرادي لمدة ثلاث أيام في زالنجي تم تحويلي الى سجن كوبر بالخرطوم لمدة شهر وثم تم تحويلي لنيابة امن الدولة. عشتُ في ظروف صعبة في زالنجي كان الأكل جيد ولكن في الخرطوم عانيت اشد المعاناة وخاصة في نيابة أمن الدولة أكثر من ثلاثة أشهر أنام علي البلاط والاكل عبارة عن موية وفول وملح ونتبول في قارورة واحضنها عند النوم لتكون قريبة مني اذا احتجت لها وأنا زول كفيف، وتكون المعاناة كبيرة في حالة تكون الكهرباء قاطعة ونحن في شهري مايو ويونيو في عز الصيف يتحول السجن فيها إلى فرن لدرجة لا أستطيع النوم في الليل.
ما هي الاتهامات التي وجهها لك المحققون؟
كنت متهماً بثمانية مادة من القانون الجنائي اي واحدة منها الحكم فيها الإعدام، منها المواد 51 و52 و53 و54 و55 وفي التحقيق يسألوني عن علاقتي بعبد الواحد وان أنا اعتبر ذراعه اليمين وأنه متمرد ضد الدولة يحمل السلاح انت وأننا نتلقى أموال من اسرائيل وهي أموال مصدر العُهر والكفر وكيف انا رجل دين أرضى لنفسي أكل مال الحرام، ثم يتم ترغيبي انت تعال للحكومة ونعطيك مال حلال وطاهر وانت معروف زول قرأن وزول دين كيف انك تدخل في متاهة مثل هذه، وكنت بقول لهم نحن اصلآ صراعنا ما صراع دين ولا قرآن وانما صراع صراع حقوق واجبات الدولة السودانية يجب ان نمثلها كلنا نتمتع بها سواء ثم يرجعوني الى الحبس وهكذا.
* علاقتك مع السلفيين كيف تسير الان؟
أنا بؤمن بالدين باعتباره علاقة بين العبد وربه فأنا بلتزم بالدين بالشئ الذي كان عليه الرسول وصحابته حيث الاستقامة والالتزام بشرع الله والدين الإسلامي جاء في الأساس بمبدأ الحرية الشخصية ونحد في المصحف الشريف الآيات مثل قوله تعالى “فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” و”ومن شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر” و”لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي”، وللشخص الذي اتخذ طريق معوج يطلب الدين إرشاده بالتي هي أحسن، “وادعُ االى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” و”جادلهم بالتي احسن”، انا سلفي لكن ضد إقصاء الآخر ومصادرة حقوقه كما تفعل السلفية اليوم وكيف تجعل السلفية على حساب الآخرين هذا غير ممكن.