نيالا- دارفور24
حليمة امرأة اربعينية اجبرها الهجوم على قريتها “كايليك” بالقرب من شطايا بجنوب دارفور في العام 2004م على الهرب الى معسكر كلمة للنازحين، وقضت حليمة نحو “15” سنة من الحرمان عن قريتها التي قالت انها لا زال الحنين يحملها لمسقط رأسها.
مراسل دارفور24 لاحظ حليمة وهي مشدودة الانتباه الى المحاضرات التدريبية التي يقدمها مركز المأوى لتدريب النساء على كيفية صناعة الشعيرية، وتأتي الدورة ضمن مشروع نساء دارفور يتحاورن حول السلام، وهو مشروع يضم عدة انشطة تنفذه وحدة الاتصال المجتمعي ببعثة اليوناميد.
وضمنت الورشة 55 امرأة من نساء معسكر كلمة حظين بفرصة للتدريب وامتلاك ماكينة لصناعة الشعيرية بتمويل من بعثة اليوناميد، وقالت حليمة لدارفور24 انها حرصت على ان تخرج من الورشة بامتلاك معرفة صناعة الشعيرية لأنها أكثر حاجة لمشروع مدر للدخل ليساعدها على اعاشة وتربية ابنائها الخمسة.
وكشفت احلام حامد حسن الناشطة في شئون المرأة بمعسكر كلمة للنازحين عن المخاطر التي تواجه المرأة بالمعسكر، وذكرت ان النساء في المعسكر يقمن بأدوار كبيرة في تربية ورعاية الابناء وتوفير احتياجاتهم، وقالت في سبيل ذلك فإنها تتعرض للتحرش والاغتصاب اثناء عملها سواء ان كان في المدن او في الخلاء عندما تذهب للاحتطاب والزراعة، واضافت “هذا المشروع سيقلل علينا المخاطر ويساعدنا على ايجاد الدخل المادي”
وشهدت ختام فعاليات مشروع نساء دارفور يتحاورن حول السلام ومنافسات كرة القدم من اجل السلام بمعسكر كلمة نائبة رئيس البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة انيتا كيكي والتي حرصت على الحضور من رئاسة البعثة في زالنجي لأهمية فتح باب للحوار حول عملية السلام بين مجتمعات النازحين- على حد قولها- وطلبت من مجتمع دارفور عامة الى مواصلة الحوار بصورة جادة حول مطلوبات السلام بدارفور، وقالت “مهما طال الظلام الدامس ستشرق شمس الضياء” وذكرت ان كل الانشطة التي تمت داخل معسكر كلمة تصب في تعزيز السلام والاستقرار بدارفور، لأن اي بلد وقعت فيها حرب لابد ان يكون فيها ضحايا بسطاء يحتاجون الى البرامج التي تخفف عنهم المعاناة، واضافت “اعطينا النساء ماكينات لصناعة الشعيرية لنساعدهن ليمضين بحياتهن الى الامام”
وقالت انيتا ان ما يجمع بعثة اليوناميد والشعب السوداني وحكومته الآن هو حلم ان يعيش السودان عامة ودارفور خاصة بسلام واستقرار، ونبهت الى انهم اختاروا ضمن هذه الانشطة الجانب الرياضي لعلم اليوناميد ان الرياضة تكسب الشخص المسئولية وكيفية التعايش مع الآخر، بالإضافة الى انها تزيل الهواجس والمرارات بين المجتمعات، واردفت: الرياضة تجمعنا حتى لو كنا مختلفين في قبائلنا او معتقداتنا الدينية والفكرية، وبذلك تعد الرياضة مهمة جداً لبناء السلام.
وسلمت البعثة في ختام الانشطة عدد من 25 من النساء ذوات الاعاقة الجسدية براميل مصنعة خاصة لذوي الاعاقة لتساعدهم على نقل المياه دون عناء، وتعتمد الكثير من مجتمعات دارفور على النساء في جلب مياه الشرب من المصادر “الآبار” وغيرها، مما يرمي عليهن بأعباء اضافية على عبء تربية الابناء ورعايتهم، وتساعد هذه البراميل النساء من خلال طريقة استخدامها التي تكون عن طريق دفعها بسهولة الى الامام بطريقة تشبه دفع “الدرداقات”