يشهد جناح كتب المفكر السوداني، محمود محمد طه، بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، اقبالاً كبيراً من الجمهور لشراء المؤلفات التي كانت محظورة لنحو 30 عاماً خلال عهد النظام السابق.
وقال محمود الأمين عبد الغفار، المشرف على المعرض وهو عضو في الحزب الجمهوري، لـ “دارفور 24” إن المعرض يعد الأول من نوعه في ظل الوضع الجديد بالسودان.
وأكد أن المعرض يشهد اقبالاً كبيراً من الجمهور أغلبهم من فئة الشباب، حيث يبعون في اليوم الواحد أكثر من ألف كتاب.
وقال إن أكثر الكتب مبيعاً هي “الرسالة الثانية من الاسلام، وتطوير شريعة الأحوال الشخصية”، كما يتزايد الطلب على كتاب “الاسلام برسالته الأولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين”.
وأضاف “البعض يأخذ من الكتاب الواحد اربع نسخ.. الأسعار زهيدة جداً بما يوازي ثمن الطباعة فقط، هي ليست ربحية”.
وأشار إلى أن الكثير من الذين يحضرون إلى المعرض كان دافعهم التحقق من الاتهامات التي وجهها بعض المتشددين والمتطرفين من أمثال عبد الحي يوسف، ومهران ماهر، لزعيم الجمهوريين.
وتابع “الآن ولى عهد الخوف من المعرفة ونحن في عهد النقاش والبقاء للأصلح.. نحن مستعدون لأي حوار فكري مع الجماعات المتطرفة والمتشددة اذا واتتها الشجاعة لمواجهتنا، لقد انتهت فترة الانقياد الأعمى”.
ومحمود محمد طه، هو مفكر ومؤلف وسياسي سوداني أسس مع آخرين الحزب الجمهوري السوداني عام 1945 كحزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري، ويلقب وسط تلامذته بـ “الأستاذ”.
ورغم أن الحزب منذ تأسيسه ظل مناهضاً لكل أشكال الظلم والقهر بدءاً بالاستعمار مروراً بالأنظمة العسكرية الديكتاتورية، إلا أن مناهضته الأشد كانت لتنظيم الإخوان المسلمين الذين كان يطلق عليهم اسم جماعة “الهوس الديني”.
وفي 18 يناير 1885 قررت حكومة جعفر محمد نميري، التي يشارك فيها جماعة الاخوان المسلمين بزعامة حسن الترابي، اعدام محمود محمد طه بعد أن اتهمته بالردة عن الدين الاسلامي نتيجة مناهضته لما عرف بقوانين “الشريعة الاسلامية”، كما تم حظر نشاط حزبه.
ثمرة الدولة المدنية
وأعتبر محمود الأمين عرض كتب زعيم الجمهوريين بمعرض الكتاب بالخرطوم واحدة من ثمرات الدولة المدنية، لجهة أن ذلك لم يكن ذلك متاحاً من قبل، حيث ظلت الكتب تتعرض للمصادرة من المعارض التي يشاركون فيها.
من جهته قال حبيب فضل المولى، أحد زوار معرض كتب محمود محمد طه، لـ “دارفور 24” إن عرض منشورات زعيم الجمهوريين للعامة دون حجر هي انجع الوسائل لتلقي المعلومات من مظانها.
وأوضح أن الحريات التي يوفرها العهد الجديد ستتيح الفرصة للشعب السوداني للتعرف على أفكار محمود محمد طه، بعيداً عن التشوهات التي يثيرها غلاة المتشددين والمتطرفين.
وأشار فضل المولى، إلى أن اعدام محمود محمد طه كان من خلال محاكمة سياسية نفذها الإخوان للتخلص من من خصمهم الذي يفضح أفكارهم التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة.
وأضاف “الآن في ظل تراجع الاسلاميين بعد ان انهزام مشروعهم السياسي أصبحت الأجواء مهيأة لعودة الجمهوريين للمشهد وطرح منهجهم”، وأعتبر الاقبال الكبير للجمهور على معرض كتب “الأستاذ” دليلاً على الرغبة المتزايدة للتعرف على الفكر الجمهوري.