زالنجي- دارفور24
هزت مجتمع دارفور السبت الماضي جريمة الاغتصاب البشعة التي ارتكبها رعاة مسلحون في حق طفلتين قاصرتين بمدينة “نيرتتي” بولاية وسط دارفور، لكن ردود الافعال لم ترتقي لمستوى بشاعة الجريمة، رغم انها ربما تكون الجريمة الوحيدة التي نشرت وثائقها الطبية التي تؤكد وقوعها.
ووقعت الحادثة- بحسب رواية الضحيتين- عندما خرجت مجموعة من النسوة من معسكر النازحين بالمنطقة للاحتطاب بالغابة المجاورة لوادي “سيرو” اعترض طريقهن “5” شباب مسلحين وقاموا بمطاردتهن، واطلقوا الاعيرة النارية على الهواء بكثافة ما ادى اصابة طفلتين اعمارهن “12، 13” عام بالخوف والهلع، فلم يتمكن من الهرب وانقض عليهن المسلحون وقاموا باغتصابهن، بينما تمكنت بقية الفتيات من الهرب.
وقالت اسرة الطفلتين في بلاغها لدى شرطة نيرتتي ان جريمة الاغتصاب وقعت بواسطة مسلحين اثناء ذهاب الطفلتين الى غابة وادي سيرو المجاورة لمعسكر للنازحين لجلب الحطب، بينما اكدت استمارة الفحص الطبي الصادرة من مستشفى نيرتتي والتي تحصلت دارفور24 على نسخة منها وجود دماء في الملابس الداخلية للطفلتين وجروح في الجزء الاسفل للمهبل بالاضافة الى وجود حيوانات منوية في “جورب” الكشف، وتمزق جديد في غشاء البكارة، واشارت الاستمارة الى ان المؤشرات تدل على حدوث ممارسة جنسية جديدة للطفلتين.
وطالبت والدة احدي الطفلتين- في نقل مباشر لقناة الحوش على صفحتها في الفيسبوك- بملاحقة الجناة ومحاكمتمهم محاكمة علنية على جريمتهم، وقالت ان قتل طفلتها كان اهون عليها من جريمة الاغتصاب التي تمثل قمة في انتهاك الاعراض، واشارت الى ان الاحتطاب هو الباب الوحيد لجلب الرزق الى اسرتها لجهة ان والد طفلتها معاق بسبب تعرضه لكسر احدى قدميه.
وقال احد قيادات المعسكر محمد ابكر ان والدي الطفلتين عاجزين على العمل بسبب المرض، وان على الطفلتين الذهاب الى الاحتطاب للحصول على لقمة العيش، وطالب بالقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة واشار الى بشاعة الحادثة وان احد الجناة نزع ملابسه بالكامل امام الطفتلين واستعرض اعضائه التناسلية امامهن قبل اغتصابهن.
قالت احدي الضحيتين انهن بعد اكملن عملية الاحتطاب وهممن بالعودة الى منازلهن اعترض طريقهن خمسة شباب ثلاثة منهم يرتدون الجلابية واثنان يرتدون بناطلين، وذكرت ان الشباب قاموا بتهديدهن وعندما حاولن الهرب اطلقوا النار بكثافة ما اجبرهن على التوقف، ومن ثم قاموا باغتصابهن.
من جهته أكد المدير التنفيذي لمحلية غرب جبل مرة مبارك يعقوب ان حادث الاغتصاب التي وقعت للطفلتين لن تمر مرور الكرام على المحلية، لكنه قال ان هناك تحديات تواجه الاجهزة الامنية في تحديد هوية الجناة، لجهة ان البلاغ دون ضد مجهول، وابان ان الضحيتين عندما بلغن بالحادثة لم يستطعن ان يدلين بأي معلومة يمكن ان تدل الاجهزة الامنية على الجناة، وابان ان لجنة أمن المحلية اجتمعت فور وقوع الحدث وتباحثت في الأمر لكنها ليست لديها اي خيوط تساعدها على البحث المجرمين، واشار الى ان لجنة الأمن وجهت شعبة الاستخبارات بالقوات المسلحة الى استدعاء عمدة واعيان القبائل العربية بالمنطقة بخطاب رسمي من لجنة أمن المحلية للتحري معهم والتباحث حول امكانية تحديد الجناة، بالاضافة الى وضع حد لمثل هذه الممارسات حتى لا تتكرر مرة اخرى.
ولم تحظ قضية اغتصاب الطفلتين القاصرتين بالاهتمام كما حظيت حوادث وانتهاكات اقل منها بشاعة، وانتقد ناشطون من ابناء دارفور عدم اهتمام الناشطين في حقوق الانسان بقضية الطفلتين، وعبر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من ارتكاب هذه الجريمة، وعدم تفاعل الناشطون ووسائل الاعلام معها كما حدث لقضية الطالبة “سارية” التي كشفت عن حالة تحرش تعرضت لها من قبل استاذها في المدرسة الثانوية، وتساءلت الناشطة سلمى حسن ادم المعروفة بسلمى جون لماذا لم تصدر بيانات ادانة وشجب لاغتصاب قاصرات منذ العام 2004م وحتى يوم امس بمحلية نيرتتي غرب جبل مرة وفي نفس الوقت تقوم الدنيا ولم تقعد عندما يتحرش معلم ثانوي بابنتكم سارية الغالية.
بينما حمل الناشط بن ادريس مسئولية الانتهاكات التي تقع في دارفور الى الحكومة الانتقالية، واصفاً حال بعض الشعب السوداني بالنفاق، كتب قائلاً “بعض من الشعب السوداني منافق مخادع مناقض عندما تم التحرش على فتاة تنتمي الي احدي أسر النخب النيلية قامت الدنيا وما عليها، لكن حين تغتصب طفلتان لا يتجاوز اعمارهن الثانية عشر كأنما شيء لم يحصل، واردف “حتي الإخوة في الميديا لم يتضامنوا مع هاتين الطفلتين لانهم مشغولون بحكومتهم المدنية- التي وصفها- بالزائفة، وتساءل بن ادريس بقوله “ماذا نسمي هذا هل هو جهل المجتمع بما يدور في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق أم هي عنصرية تجاه إنسان هذه المناطق، وتابع “نحمل المسؤولية كاملة للحكومة الانتقالية عما يجري في دارفور”