نيويورك- دارفور24

قال رئيس وزراء جمهورية السودان الدكتور عبد الله آدم حمدوك إن ثورة الشعب السوداني جاءت “لتعيد بناء وترميم قيم التعايش الإنساني والتمازج الاجتماعي في السودان، ولتغلق صفحة ثلاثة عقود مقيتة من القمع والقهر والتمييز والاحتراب بين بناته وأبنائه، ولتكتب فصلا مجيدا في كتاب التاريخ، حروفه الأرواح ومداده التضحيات والمهج.”

حديث المسؤول السوداني الرفيع جاء خلال خطاب قدمه، مساء الجمعة، في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين.

وأشار الدكتور حمدوك إلى أن دعم المجتمع الدولي ساهم في انتصار الثورة السودانية التي قال إنها جاءت لتحرر الشعب السوداني من “قيود القمع وامتهان الكرامة، ليبني وطنه وليسهم مع شعوب العالم في بناء عالم سعيد يسعنا جميعا ويليق بالجنس البشري وضميره الإنساني في كل مكان.”

وأضاف عبد الله حمدوك أن الشعب السوداني يمضي بخطى واثقة وثابتة في طريقه نحو المستقبل صديقا وشريكا متساوي الشراكة مع كل شعوب العالم المحبة للسلام وهو يبتدر حقبة جديدة ومختلفة عن نهج الأعوام الثلاثين الماضية في علاقة السودان مع دول العالم، مؤكدا الالتزام بكافة المواثيق والعهود الدولية والدبلوماسية لحسن الجوار واحترام المبادئ الأساسية للصداقة والتعاون بين الشعوب.

رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

وقال السيد حمدوك إن الثورة السودانية هدفت إلى طي صفحة عهد مظلم من العزلة الدولية والإقليمية التي أورثت الدولة السودانية قائمة طويلة من الجزاءات الدولية والعقوبات التي لا يزال أبرزها وجود اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، داعيا الولايات المتحدة إلى رفع اسم السودان من تلك القائمة، وعدم مواصلة معاقبة شعب السودان بجريرة نظام كان هو المتضرر الأول منه والفاعل الرئيس في الإطاحة به وتخليص العالم من شروره، مشددا على ضرورة “الاستجابة سريعا لهذا المطلب العادل، ودعم تنفيذه بشكل عاجل بما يتيح الإسراع في خطوات إعادة البناء والتنمية في السودان، ومحو آثار العقود الثلاثة المظلمة الذي تخبط فيه السودان تحت سلطة النظام السابق.”

أبرز التحديات التي تواجه السودان

وأشار السيد حمدوك إلى حجم التحديات التي تواجه البلاد وعلى رأسها وقف الحرب وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، قائلا إن الطريق إلى ذلك يمر عبر تحقيق العدالة في معناها الأشمل، بمخاطبة جذور المشكلات ومعالجة الأسباب التي قادت إلى الحرب في المقام الأول، من تهميش اقتصادي وتمييز ثقافي وإثني وديني، بالإضافة إلى رتق النسيج الاجتماعي وتعزيز سبل التعايش السلمي وتأطير ثقافة السلام والتسامح بين كافة مكونات الشعب السوداني، وأعلن العزم على المضي قدما في هذا الطريق عبر بناء دولة الحكم، دولة المواطنة، ودولة التنمية المتوازنة، ودولة حماية حقوق السودانيين وأمنهم ورعاية مصالحهم داخل وخارج البلاد.

ومتطرقا إلى ضرورة معالجة أوضاع النازحين واللاجئين وتعويضهم بالشكل اللائق على الأضرار التي لحقت بهم جراء الحرب، أشار حمدوك إلى إعادة تأهيل سبل الحياة وسبل كسب العيش الآمن في المناطق المتضررة وتوفير مقومات الحياة الكريمة، باعتبارها مستحقات ومداخل للسلام في السودان.

وشدد الدكتور حمدوك على أهمية إدارة التنوع العرقي والثقافي والديني واللغوي والاحتفاء بثراء وتعدد مكونات وهوية الشعب السوداني “كمصدر للقوة والفخر الوطني وليس مصدر فرقة وبغضاء وشتات.”

وقال عبد الله حمدوك إن حكومته ستسعى خلال الفترة الانتقالية لوضع السودان في موقع متقدم في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الفقر وتوفير التعليم الجيد ومعالجة التغير المناخي بحلول عام 2030.

النساء والشباب على رأس أولويات الحكومة الانتقالية

ووجه رئيس الوزراء السوداني تحية خاصة لنساء وشباب السودان وخاصة المرأة السودانية التي قال إنها قدمت لوحة بسالة نادرة بمشاركتها في الثورة السودانية، معلنا، من منبر الجمعية العامة، التزام حكومته بالعمل على إنهاء كافة مظاهر التمييز المؤسسي والاجتماعي ضد المرأة خلال الفترة الانتقالية تعزيزا لدورها الطليعي والطبيعي في المجتمع.

أما بالنسبة للشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب السوداني، والذين قال إنهم كانوا أكثر الفئات تضررا من الانهيار الشامل الذي حاق بالسودان، قال حمدوك إن الوقت قد حان لكي يسهموا في صنع المستقبل الذي أرادوه.

واختتم السيد حمدوك حديثه بالقول:

“نخاطب المجتمع الدولي وكافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بذهن مفتوح وعقل متقد ومتوثب نحو المشاركة في صناعة عالم جديد يسوده الرخاء والسلام والمحبة بين جميع الشعوب، ونرفده بشعار ثورتنا المجيدة: حرية، سلام، وعدالة.