الضعين- دارفور24
أكثر من 20 ألف شخص من نزلاء السجون في السودان حُكِم عليهم بالسجن ما بين 10 الى 20 سنة لإدانتهم بحيازة او ترويج مخدرات البنقو، وتقول احصائيات ادارة السجون بوزارة الداخلية السودانية ان 50% من هؤلاء النزلاء من ولايتي جنوب وشرق دارفور.
وتعد ولاية جنوب دارفور هي المنتج الاول لمخدرات “البنقو” حيث يزرع في مساحات شاسعة تقدر بآلاف الأفندة في مناطق الردوم الواقعة في الشريط الحدودي مع دولتي افريقيا الوسطى، بينما تعبر الطرق الرئيسية لتهريب مخدرات البنقو من مناطق الانتاج الى سوق الترويج في بقية ولايات السودان بولاية شرق دارفور.
وعلى الرغم من حملات المكافحة السنوية التي تطلقها الادارة العامة لمكافحة المخدرات قبل مرحلة حصاد المخدرات عبر قوات مشتركة يتم الاعداد لها مركزياً الا ان المزارعين يتمكنون من حصد كميات كبيرة من البنقو في شهر اكتوبر.
ونسبة لصعوبة تهريب مخدرات البنقو عبر السيارات التي يسهل تتبعها بواسطة قوات مكافحة المخدرات فإن التجار يتجهون الى استخدام الدواب “الحمير” لقدرتها على تجاوز نقاط الرقابة الحكومية حيث تسلك هذه “الحمير” طرقاً وعرة في مناطق الغابات الجنوبية من دارفور، لذلك دخل تجار “البنقو” سوق الحمير هذه الأيام وارتفعت القوة الشرائية للحمير بغرض استخدامها في نقل ما يحصدون من “البنقو” من مناطق الزراعة الاسواق، ما أدى الى ارتفاع أسعار الحمير في ولايتي جنوب وشرق دارفو، حيث ارتفع سعر الحمار من 4 آلآف جنيه الى 10 آلآف في اسواق برام والفردوس .
في الاثناء يشتكي ملاك “الحمير” هذه الايام من كثرة سرقات الحمير ولا تمر ليلة دون بلاغ عن فقدان “حمار” من دار صاحبه لتشير أصابع الاتهام الي تجار ومروجي البنقو.
ويروي مروج سابق لدارفور24 تفاصيل زراعة البنقو وحصاده بقوله “أن موسم الزراعة يبدأ في شهر مايو، حيث يرسل الراغبون في الزراعة مناديب الي مناطق الحقول بعد توفير الاعاشة الكافية والعلاج لهؤلاء المناديب لجهة ان هذه المناطق تتقطع بها الطرق وتظل مناطق مقفولة بسبب هطول الامطار وجريان الخيران طيلة فصل الخريف، ولكي يتواصل تجار البنقو وممولوا هذه الزراعة يوفرون أجهزة اتصال خلوية لمناديبهم في تلك المناطق بواسطتها يتمكنون من التواصل مع مناديبهم في مناطق الحقول لمعرفة مراحل الزراعة وتحديد فترة الحصاد ليبدأ صاحب المزرعة تحضير “الحمير” الكافية التي سيهرب بها المحصول.
يرسل التجار- بحسب احد مهربي البنقو- مجموعات من “الحمير” في شهر سبتمبر من عام، والتسليح الكافي لمقاومة شرطة المكافحة في حال حدوث المواجهة بين الطرفين، وعادة يستأجر هؤلاء التجار أشخاصاً معروفين بالشجاعة والمهارات العالية في استخدام السلاح الناري، وبحسب احد المروجين- يطلق على نفسه المروج التائب- فان التاجر يدفع للمسلحين ما بين 70 الي 100 الف جنيه مقابل التكفل بحماية شحنات “البنقو” من مناطق الزراعة في الردوم بجنوب دارفور حتى حدود محلية الفردوس بشرق دارفور، ويضيف عندما تصل شحنات “البنقو” الى مناطق يسهل وصول سيارات الدفع الرباعي لاندكروزر اليها تدفن في الارض إنتظار بدء مرحلة الترحيل عبر السيتارات
ولأن عملية ترحيل مخدرات البنقو من حقول الانتاج الى الاسواق يحمل الكثير من المخاطر فان هؤلاء يبذلون اقصى ما لديهم لحماية انفسهم حتى لا يسقطوا فريسة في ايدي سلطات مكافحة المخدرات.