أعلن تجمع المهنيين السودانيين أن مشروعه للحكم هو القيم الوطنية والإنسانية المتفق حولها بداهة وفطنة، والمنصوص عليها في الدساتير والمواثيق المحلية والدولية، قائلاً إنه لن يكون يوماً ناصراً لمذهب على آخر ولا لأيديولوجيا على أخرى.
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه “دارفور 24” الأحد إن تحركات جماعات “نصر الشريعة” تشذ عن ملحمة الوحدة السودانية وسط الثوار والمعتصمين ومتأثرة بخطابات تدعو للتفرقة والتمييز العقدي.
وأبدى قلقه من أن تتحول الثورة السودانية التي أذهلت العالم بسلميتها ورقيِّ أساليبها إلى ساحة من الاستقطاب الأيديولوجي والديني والمذهبي الحاد.
وبدأت خلال الأيام الماضية تحركات باسم الشريعة الاسلامية تقوم بها جماعات دينية يقودها متشددون مثل عبد الحي يوسف، ومحمد علي الجزولي، ومحمد عبد الكريم، لمناهضة الاتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري.
وأكد التجمع احترامه لكل الأديان وقيم التسامح الديني والعرقي والفكري، الذي يتمنون سيادته في دولة القانون والمواطنة والحرية المرتجاة.
وقال إن الديانات السماوية والأعراف والتقاليد الحميدة التي تثري وجدان الشعب هي مصادر إلهام وترقِّي روحي وليست مصادر تفرقة وكراهية. مؤكداً احترام المذاهب المختلفة، مشجعاً على القبول والاعتراف بالحقوق والحريات العامة للسودانيين.
وأضاف “الأصوات المتعصبة والمتشنجة والمتطرفة يجب أن تعلم أنها ليست وصية على أحد، وأن واحداً من أهم دوافع هذه الثورة كان الرفض للوصاية العقائدية وللتكبر المتوشح بامتلاك الحق في تصنيف الآخرين عقائدياً”.
وتابع “تجمع المهنيين لن يكون يوماً ناصراً لمذهب على آخر ولا لأيديولوجيا على أخرى، وليس لديه أي مشروع للحكم وإنما مشروعه هو القيم الوطنية والإنسانية المتفق حولها بداهة وفطنة، والمنصوص عليها في الدساتير والمواثيق المحلية والدولية”.
ودعا السودانيين لعدم الالتفات لأي أصوات شاذة تهدف إلى شرخ السلام الاجتماعي السوداني، مردفاً “نؤكد أننا لم نسقط نظام هوس ديني إرهابي من أجل إحلاله بآخر بنفس الإرهاب والهوس والاقصاء وتوهُّم امتلاك القول المقدس”.
كما دعا القيادات الدينية بالجوامع والكنائس وقيادات المجتمع المدني القيام بدورهم في نشر قيم التسامح والقبول، والمساهمة في بناء الدولة الوطنية السودانية، مضيفاً “نرجو منهم فضح ونبذ الأصوات التي تريد العودة بنا إلى المربع الظلامي الأول الذي ابتدأ به النظام البائد”.