أطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية في الهواء بكثافة لتفريق متظاهرين خرجوا بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، كانوا في طريقهم إلى القيادة العامة للجيش.
وبحسب والي الولاية المكلف اللواء هاشم خالد فإن أكثر من “خمسة” آلاف شخص خرجوا في مظاهرات من داخل مدينة نيالا ومعسكر عطاش وتجمعوا في المنطقة بين أمانة حكومة الولاية ومقر قيادة الجيش، التي يعتصم فيها الثوار منذ نحو اسبوعين.
وذكر في تنوير للأجهزة الاعلامية بنيالا السبت أن المتظاهرين اعتدوا على قوات الجيش ورشقوها بالحجارة ما ادى إلى إصابة “5” من عناصر الجيش بينهم ضابط تم نقلهم إلى المستشفى، اضافة الى تهشيم زجاج عدد من سيارات الجيش
وتابع “بعد الرشق بالحجارة حاول المتظاهرون الاستياء على سيارات الجيش، الامر الذي دفع الجيش الى اطلاق اعيرة نارية في الهواء واستدعى الشرطة التي بدورها استخدمت الغاز لتفريق المتظاهرين.
وقال إن المتظاهرين فروا نحو سوق نيالا الكبير الذي يقع بالقرب من امانة الحكومة وقيادة الجيش وقاموا بنهب الممتلكات والمحلات التجارية، كشف عن مخطط لمجموعة مندسة وسط المتظاهرين يهدف الى حرق مبنى الامدادات الطبية ومخازن برنامج الغذاء العالمي اللذين يقعا في المنطقة ما بين معسكر عطاش ومدينة نيالا، بالاضافة الى مباني مفوضية العون الانساني، وابان القوات المسلحة اجهضت هذه المحاولة بتأمين الامدادت الطبية ومخازن الغذاء العالمي في الساعات الاولى من صباح اليوم السبت
وشهدت منطقة السوق الكبير انتشاراً واسعاً لقوات الجيش ومطاردات بين الشرطة والمحتجين وتم اغلاق السوق بصورة كاملة.
واستنكر ناشطون بمدينة نيالا هذه الاحداق ووجهوا اصابع الاتهام الى حزب الرئيس المخلوع عمر البشير، وقالوا بأنه وراء اعمال الشغب والعنف التي شهدتها المدينة، وذكروا انه لولا يقظة القوات المسلحة لدخلت المدينة اليوم في نفق مظلم من اعمال العنف، منبهين الى ان المندسين كانوا يسعون الى قتل المتظاهرين بعد ان يستولوا على سيارة الجيش لتعكير صفو العلاقة بين القوات المسلحة والثورة السودانية.
وكانت مجموعات من النازحين بمعسكر عطاش نظمت يوم الخميس الماضي مظاهرات واحرقوا مكتب مفوض العون الانساني ودار المرأة والمركز الصحي داخل معسكر عطاش ومن ثم خرجت الى الميناء البري المجاور للمعسكر، وقاموا بالاعتداء على المواطنين وتحطيم المحلات التجارية ونهبها.
وقال والي جنوب دارفور المكلف انه بعد اليوم ستبدأ الحكومة معاملة جديدة مع المتظاهرين، وأضاف “بعد اليوم لن نتهاون ومعاملتنا ستتغير مع المتظاهرين”.
بينما قال قائد ثاني الفرقة ١٦ مشاه العميد ركن فيصل ان هناك مندسين دخلوا بين المتظاهرين بغرض أحداث فوضى في المدينة.
وأبان ان جهات- لم يسمها- خططت لاعمال العنف اليوم قبل يومين، إلا ان الأجهزة الامنية تعاملت مع الأمر بحسن النوايا على الرغم من انه لا يجوز للأجهزة الأمنية ان تتعامل بحسن النوايا مع مثل هذه القضايا، على حد قوله.
ورصدت “دارفور24” مجموعة من جنود القوات المسلحة يحيطون بعدد من المواطنين ويعتدون عليهم بالضرب ويجبرونهم على الجلوس على الأرض في تقاطع سوداتل داخل سوق نيالا.