منذ السبت يغلق محتجون الطريق المؤدي الى مصفاة البترول الرئيسية في السودان بعد اعتصامهم على بعد أمتار من مقر المصفاة الواقعة في منطقة الجيلي شمالي العاصمة الخرطوم.
ومنع المحتجون ناقلات النفط من الدخول الى مستودعات المصفاة بغرض الشحن والتفريغ، ونصبوا خياماً ومكبرات صوت على قارعة الطريق مطالبين بتخصيص نسبة 2% من عائدات البترول للتنمية ببلدتهم، وتوظيف ابناءهم بالشركات النفطية.
وأطلق تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في البلاد نداء عاجلاً للمتظاهرين بمنطقة الجيلي بفض الاعتصام وفتح الطريق أمام ناقلات البترول لجهة أن استمرارهم يعطل حركة انسياب الوقود من المصفاة لانحاء البلاد المختلفة.
وبدأت اعتصام “الجيلي” يوم السبت بمئات الاشخاص ضد ما اسماه الاهالي تعرضهم لتردي بيئي ناجم عن مصفاة البترول، ولكن تفاقمت الاوضاع بشكل لافت الاحد، وارتفع سقف مطالبهم الى تخصيص نسبة من عائدات البترول لصالح تنمية منطقتهم.
ويقود الاحتجاجات سكان من مناطق “الجلي وقري ووايستي” القريبة من المصفاة حيث شمل الاعتصام قطع الطريق القومي الرابط بين العاصمة الخرطوم ومناطق شمال السودان المعروف بـ “شارع التحدي”.
وأوضح شهود عيان لـ “دارفور 24” أن حوالي خمس سيارات تابعة لإحدى شركات النفط تم جزهم أمام المستودع كانت في طريقها للخروج، مؤكدين أن المصفاة من الداخل تحت حماية قوات الدعم السريع التي قامت بمنع المتظاهرين من الدخول لمنطقة المستودعات.
كما أغلق المحتجون بوابة محطة الكهرباء من الناحية الجنوبية القريبة من موقع المصفاة ومنعت حركة الدخول والخروج.
وسارع تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود حركة الاحتجاجات في السودان منذ 19 ديسمبر الماضي، إلى إرسال نداءاً عاجلاً للمحتجين بمنطقة الجيلي مطالباً بإنهاء الاعتصام لجهة أنه يخلف أضراراً بالغة على المواطنيين.
وقال التجمع في رسالة نشرها على صفحته الرسمية بـ “فيس بوك” “نوجه لكم هذا النداء العاجل برفع احتجاجكم من أمام بوابات مصفاة الجيلي لما يخلفه من أضرار بالغة على المواطنين، ونطالبكم بنقل احتجاجكم وانضمامكم بركب الثوار في مقر الاعتصام بالقيادة العامة حتى يتحقق النصر الكامل للثورة وإرجاع كافة الحقوق لأصحابها”.
وتقع منطقة الجيلي على الحدود الشمالية لولاية الخرطوم، وتبعد حوالي 50 كيلو مترا من وسط العاصمة، وتم إنشاء مصفاة الخرطوم عام 2000، وتعمل بطاقة تكريرية 90 ألف برميل يوميا.
وفي يوم 11 أبريل/نيسان الجاري، عزلت القوات المسلحة السودانية عمر البشير من رئاسة البلاد التي أمضى فيها 30 عاما، وذلك استجابة لمطالب السودانيين الذين تظاهروا ضده 4 أشهر متتالية.
ورغم عزل البشير لا يزال المحتجون السودانيون يواصلون اعتصاما مفتوحا أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم، لليوم الثالث والعشرين على التوالي مطالبين بنقل السلطة لحكومة مدنية.