إعتقلت السلطات امس السبت، 25 من رموز حزب المؤتمر الشعبي وأودعتهم السجن القومي “كوبر” وذلك بعد اعمال شغب بصالة قرطبة جنوبي الخرطوم حيث ينعقد مؤتمر شوري ” للشعبي”.
وتعود تفاصيل الأحداث، الى أن عدد من المواطنين الغاضبين على تنظيم الحركة الاسلامية “الكيزان”، إقتحموا مؤتمر شوري حزب المؤتمر الشعبي في قاعة “قرطبة” بضاحية الصحافة جنوبي الخرطوم، وهتفوا ضدهم بـ”يسقط الكيزان” قبل أن يحصبونهم بالحجارة مما أدى لوقوع اصابات تجاوزت الـ100 حالة.
وروى شهود عيان لـ”الأخبار” ان سبب اقتحام قاعة المؤتمر من قبل مواطنين غاصبين، سبب قيام حزب المؤتمر الشعبي بوضع صورة المعلم الذي قتله الامن السودان أحمد الخير الى جانب صورة الاخواني ابراهيم السنوسي على اللافتة الرئيسية لمؤتمر الشورى بالقاعة، مما اعتبر محاولة لسرقة الثورة واستغلال الشهيد “خير”.
وتدخلت قوة من القوات المسلحة وفضت الاشتباك بين قيادات حزب الترابي والمواطنين الغاضبين، واعتقلت 25 من رموز المؤتمر الشعبي ونقلتهم الى السجن القومي كوبر على متن سيارات مكشوفة أو ما يعرف بـ”الدفارات” في الوقت الذي كان يلاحقهم في المواطنين الغاضبين بالهتاف الداوي الموسوم بـ”يسقط الكيزان”.
وأشار ناشطون الى ان سبب الاعتقال يرجع لاتهام حزب المؤتمر الشعبي بتعمد اثارة الفتنة لكونه عقدت مؤتمر الشورى في وقت بالغ الحساسية وحالة من الكراهية العامة للشعب تجاه تنظيم الحركة الاسلامية “الكيزان”، فضلاً عن استفزاز للشعب بوضع صورة الشهيد على اللافتة الرئيسية لؤتمر الشورى.
وقال تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات في السودان، انه يدين أي اعتداء مهما كانت أسبابه، ويؤمن بالحق في التجمع والتعبير للجميع، “فالوطن الذي يعمل ثوارنا البواسل للنهوض به لا مكان فيه للإقصاء أو لأخذ الحقوق بالعنف”.
واعتبر التحالف خلال بيان ان رموز المؤتمر الشعبي يتحملون وزراً كبيراً في ما حدث للبلاد في الثلاثين عاماً الماضية، ولكن أي شكل من أشكال الاعتداء البدني أو اللفظي أو التخريب لن يؤسس لوطن يسع الجميع على قاعدة حكم القانون”.
وقال البيان “ندعو كل صاحب مظلمة ضد النظام القديم وحلفاءه لأن يتخذ من الملاحقة القانونية والمحاسبة العادلة وسيلة للإنتصاف. فسيادة القانون هي المشروع البديل والنبيل لمشروع الإنقاذ البائد، كبديل تعزم على تحقيقه ثورة ديسمبر المجيدة، التي لبست السلمية وشاحاً ورفعت شعار حرية .. سلام .. عدالة، وهو الشعار الذي يمثل مبادئ هذه الثورة التي لن نحيد عنها. إننا نرفض كافة أشكال الانجرار للعنف والعنف المضاد، فثورتنا مدنية سلمية وهي قادرة على استرداد المنهوب من الحقوق بقوة القانون والمحاسبة العادلة وليس بالأيدي، فسواعدنا سندَّخرها للبناء ولتعمير ما خربته الإنقاذ ومن حالفها”.
ومن المتوقع أن يعقد المؤتمر الشعبي مؤتمراً صحفياً اليوم الاحد، لتوضيح ملابسات ماجرى.