“شابة تُلهم المتظاهرين وتستحيل رمزاً لصمود السودانيات”. هكذا عنونت صحيفة الغارديان البريطانية أحد مقالاتها يوم أمس، عن ألاء صلاح (22 عاماً)، طالبة الهندسة السودانية التي انتشر لها فيديو وهي تُغني “ثورة” مع مجموعة من الشباب المشاركين في الحراك الثوري السوداني. كانت ألاء تبث الأمل بين المتظاهرين، وفقاً للانا هارون التي التقطت صورها.
الغارديان رأت أن ألاء تحولت إلى رمز مهم للاحتجاجات المتواصلة في السودان حالياً، إذ اجتاحت صور وفيديوهات لها مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الماضيين، ووجدت إقبالاً شديداً. ذاك أن صلاح تُؤلف شعراً، وتُلقيه ليردده الشباب والشابات معها في إحدى ساحات الخرطوم. كل ذلك حولها “أيقونة المظاهرات”.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نشرت لصلاح صوراً وفيديوهات وأعدت تقريراً عنها، وذلك في مواكبة لوسائل التواصل الاجتماعي. الغارديان وصفت الصورة بأنها “مدهشة” لأن الشابة تقف فيها على منصة يحيط فيها المحتجون الذي يتفاعلون بحماسة مع هتافاتها. لذا مثّلت ألاء إلهاماً لآلاف المتظاهرين والسودانيات اللواتي لعبن دوراً محورياً في التظاهرات. كانت بوقفتها وهتافاتها أشبه بنسخة سودانية عن تمثال الحرية الأميركي في مدينة نيويورك.
تداول مئات الآلاف فيديو قصير لألاء وهي تردد هتافات مطالبة بالحرية في الاحتجاجات المناهضة للنظام السوداني وسط العاصمة. وأُطلق عليها إسم “كنداكة”، وهو لقب الملكات النوبيات في السودان قديماً، ربما لأنها رددت في أحد هتافاتها عبارة “حبوبتي كنداكة” في معرض وصفها السيدات المشاركات في الاحتجاجات.
بهتافاتها وشجاعتها وارتدائها الزي السوداني التقليدي، “كانت ألاء”، وفقاً لهارون، “تُمثل جميع النساء والفتيات السودانيات، وألهمت كل امرأة وفتاة في الاعتصام. كانت تروي قصة النساء السودانيات… فهي مثالية”. ونقلت “سي أن أن” أيضاً عن متظاهر يدعى أحمد عوض كان صور فيديو لألاء وهي تردد هتافات لإسقاط البشير، أنها كانت صديقة له في الجامعة، وأنها شجعت الجمهور على الثورة وإسقاط النظام.
وبعد انتشار اسمها وصورها، قررت ألاء فتح حساب على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، وخلال ساعات تجاور عدد المتابعين لها العشرين ألفاً.
إلا أن ألاء تلقت وفقاً لمنشور لها على “تويتر” تهديدات بالقتل بعد مشاركتها علناً بالثورة السودانية، وتحولها الى أيقونة للمشاركين والمشاركات. كتبت للرد على هذه التهديدات: صوتي لن يُقمع.