دخل اعتصام الثوار السودانيين امام القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة الخرطوم يومه السادس على التوالي وسط روح معنوية عالية للثوار ودعوات لمزيد من الاحتشاد من كل قطاعات الشعب السوداني للمحافظة على المكاسب التي حققتها الثورة حتى الآن، في المقابل اعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم والاحزاب الموالية له عن مسيرة مؤيدة للرئيس عمر البشير يوم غدٍ الخميس في محاولة من هذه لبث الروح المعنوية في النظام الذي وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد موكب السادس من بريل الذي يعد نقطة تحول في الثورة السودانية ضد نظام الرئيس البشير.
لكن لجنة أمن ولاية الخرطوم رفضت التصديق لاحزاب الحكومة بتنظيم المسيرة وتأجيلها الى أجل غير مسمى، وقالت لجنة أمن ولاية الخرطوم في بيان لها انها إستعرضت الطلب المقدم من أحزاب الحوار الوطني الخاص بالتصديق لتسيير مسيرة صباح غدٍ الخميس لعضوية أحزاب الحوار الوطني، وذكرت انها رفضت الطلب إستنادا علي قانون الإجراءات الجنائية والظروف الأمنية بولاية الخرطوم، ورأى ناشطون ان الحكومة من خلال رفضها تنظيم المسيرة تريد ان تبرر لنفسها ارتكاب جريمة في حق المعتصمين في مقر قيادة الجيش، وتنفيذ تهديداتها لمتكررة لتفريق المعتصمين بالقوة.
في وقت يجد المعتصمون بالقرب من قيادة لقوات المسلحة دعماً معنوياً من مساندة الجيش وحمايته للمحتجين ومنع اي محاولات للاعتداء عليهم وتفريقهم بالقوة، ونفى الجيش على لسان الناطق باسمه ما اعلنه سابقاً عن وجود خطة لتفريق المعتصمين، بينما جددت قوات الدعم السريع موقفها الرافض للتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وقال قائد الدعم السريع الفريق “محمد حمدان حميدتي” ان قواته ليست لها علاقة بمتظاهرين يعبرون عن مواقفهم وفقاً للقانون والدستور، وان قواته ليست جزءً مما يجري في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة، وقال حمدان في تصريح لـدارفور24 “نحن لسنا جزءً من النزاع السياسي حول السلطة، ودورنا وطني وسيبقى وطنيا” وظهر حميدتي امام حشد من قواته وهو يصدر لهم التوجيهات بعدم التعرض للمحتجين، وقال ان مظاهرات سلمية حضارية محمية بالقانون والدستور ان قواته ليست لها علاقة بها، واضاف “نحن مهمتنا حماية المواطنين ومؤسسات الدولة واي شخص يعتدى على الناس وحقوقهم واعراضهم نحن له بالمرصاد”
في الاثناء اصدر جهاز الامن الوطني المتهم الاول بالتعرض للمتظاهرين وقتل العشرات منذ انطلاقة الثورة السودانية في ديسمبر الماضي، بياناَ قال فيه إن التظاهرات التي تشهدها البلاد تطورت في اتجاهات سالبة نحو النهب والسلب والتخريب وترويع الآمنين في الطرق والاعتداء على الممتلكات العامة، واكد قدرته والمنظومة الأمنية على حسم العناصر المتفلتة نصحاً بالحسنى أو أخذاً بالقوة المقيدة بالقانون، الامر الذي يفسر رغبة الحكومة في الاستمرار في تعاطيها الامني مع حركة الاحتجاجات بالبلاد، بينما جاء موقف قوات الشرطة متضارباً فقد اصدرت بياناً فور استبعاد من محيط القيادة العامة للقوات المسلحة التي يعتصم فيه المحتجون قالت فيه انها لن تتعرض للمحتجين، أضاف البيان “بعد اطلاع هيئة الادارة على تطورات الأحداث الأمنية والجنائية فى البلاد أصدرت توجيهاتها لكل قوات الشرطة بالمركز والولايات بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية وان تتوجه للقيام بواجباتها فى حفظ الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة” لكن سرعان ما نفت البيان وقالت ان صفحتها تعرضت لاختراق.
ويحمى المعتصمون انفسهم بزيادة عدد المحتجين وتدافع الآلآف الى الساحة في كل الاوقات حرصاً على عدم نقص اعداد المتظاهرين لحماية مكاسب الثورة وحتى لا يتيحون الفرصة لقوات الامن للانقضاض عليهم، وظلت ساحة الاعتصام تستقبل خلال اليومين الماضيين وفوداً من الولايات المتاخمة للعاصمة الخرطوم لأجل المشاركة في الاعتصام الرامي لاسقاط نظام الرئيس البشير، ويحرص المعتصمون على تفتيش جميع القادمين الى ساحة الاعتصام عبر لجان المقاومة للمحافظة على سلمية الثورة وضمان عدم تسلل من وصفوهم بالمتربصين الى وسط المحتجين.
في الاثناء يقضى المعتصمون لياليهم وسط الاهازيج والبرامج الترفيهية يشاركهم فيها رموز المجتمع ونجوم الغناء والمسرح والشعراء والمبدعون في مختلف ضروب الفن، الى الاضافة الى التطمينات المستمرة التي يبثها في جموع المعتصمين افراد القوات المسلحة الذين يحرصون على التجول وسط المحتجين حتى في الساعات المتأخرة من الليل والاولى من الصباح من كل يوم.