أعلنت عائلة رئيس تحرير صحيفة “التيار” السودانية، عثمان ميرغني، أنها لم تتمكن من زيارته منذ أن اعتقلته قوات الأمن وسط موجة الاحتجاجات ضد الحكومة، كما أن مكان احتجازه لا يزال مجهولا.
واقتاد رجال الأمن عثمان ميرغني من مكتبه ليل 22 شباط/فبراير بعد إدلائه بتصريحات تلفزيونية حول قرار الرئيس عمر البشير فرض حالة الطوارىء.
وقال ابنه جهاد في بيان للصحافة الخميس إن السلطات “رفضت الافصاح عن مكان احتجازه” بعد مضي أسبوع على ذلك. وأضاف ان “الأسرة تعيش حالة من القلق في ظل عدم اطلاعها على الوضع الصحي لعثمان ميرغني وظروف اعتقاله”.
اعتقل ميرغني بعد وقت قصير على ظهوره في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية” قال فيها إن اجراءات البشير قد “تشعل موجة جديدة” من الاحتجاجات، وتبعث برسالة بأنه باستطاعة الشعب “ممارسة المزيد من الضغط لتحقيق هدفه بازالة هذا النظام”.
درس ميرغني الهندسة في الولايات المتحدة قبل أن يتحول للعمل في الصحافة، وتعرض للاعتقال عدة مرات وتمت مصادرة صحيفته او منع توزيعها دون اعطاء تبرير عدة مرات.
وغالبا ما يصادر جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعداد صحيفة بأكملها بسبب مقالات تعتبر غير مناسبة خاصة تلك التي تنتقد السلطات أو سياسات الحكومة.
ويأتي السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الذي تعده منظمة “صحافيون بلا حدود”.
وأعلن الرئيس البشير البالغ 75 عاما حالة الطوارىء في البلاد الجمعة في محاولة لاخماد الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين والتي تطالب برحيله.
كما حل الحكومة ايضا وحكومات الولايات ال18 جميعها وأعطى سلطات واسعة للقوات الأمنية لشن مداهمات والقيام بحملات تفتيش.
بدأت الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر بعد قرار للحكومة بمضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات قبل ان تتصاعد وتنتشر في كل أنحاء البلاد.
ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال العنف بينما تقول منظمة “هيومان رايتس ووتش” ان العدد 51 قتيلا.
ولا يزال البشير الذي وصل الى السلطة في انقلاب مدعوم من الاسلاميين عام 1989 صامدا بوجه الاضطرابات.