4 أشخاص حتى الآن لقوا مصرعهم داخل معتقلات جهاز الأمن السوداني، بعد ان جرى اعتقالهم في مناطق متفرقة منها العاصمة الخرطوم وخشم القربة بشرق السودان والعباسية بجنوب كردفان.
وأثارت حوادث وفاة المعتقلين تخوفات ألآف السودانيين ممن لهم أبناء واخوة ومعارف يقبعون داخل المعتقلات منذ تفجر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 19 ديسمبر الماضي.
وبحسب منظمات حقوقية وأحزاب سياسية فإن الذين تعتقلهم الحكومة منذ 19 ديسمبر تجاوز الـ 2000 معتقل، بينما تقول جهات حكومية إن عدد المعتقلين لا يتجاوز المئات.
وأبلغ جهاز الأمن في منطقة “خشم القربة” اليوم السبت أسرة المعلم أحمد الخير عوض الكريم، بوفاة ابنهم الذي تسلموا جثمانه من مشرحة مستشفى القضارف قبل ان يوارى الثرى بمقابر خشمن القربة.
وبحسب ناشطون فإن جثمان المعلم الذي تم استلامه وجدت عليه علامات التعذيب في كامل الجسد، والكتوف، والرأس، مكان الكليتين، والدبر.
ونقلت وكالة “رويترز” من أسرة المعتقل ان ابنها يعمل مدرسا عمره 36 عاما وألقي القبض عليه من منزله يوم الخميس بعد احتجاجات في خشم القربة بشرق السودان. وأضافت أن مسؤولي الأمن أبلغوها بالوفاة قائلين إنها حدثت نتيجة تسمم.
وذكرت الأسرة بحسب “رويرز” أن الجثمان يحمل آثار ضرب وأن الجنازة.
لكن مدير شرطة ولاية كسلا مقرر لجنة أمن الولاية، لواء شرطة يس محمد حسن، قال في تصريح صحفي إن المعلم المتوفي لم يتعرض للتعذيب، مؤكداً أنه كان في مباني الأمن تحت التحقيق وظهرت عليه أعراض مرض ـ دون ذكر المرض ـ وبعد نقله إلى المستشفى أبلغهم الطبيب المختص بالوفاة، موضحاً أن أسرته حضرت وتأكدت من عدم تعرضه إلى تعذيب.
وعقب تشييع جثمان المعلم القتيل اندلعت احتجاجات قادها مواطنو مدينة “خشم القربة” الغاضبين من طريقة وفاة المعلم، رددوا خلالها شعارات تطالب باسقاط النظام الحاكم.
وفي منطقة العباسية بولاية جنوب كردفان، لقى كل من فائز عبد الله عمر آدم، وحسن طلقا، مصرعهما بالمعتقل وتم دفن جثامينهما دون تسليمهما إلى أسرهما، حسبما ذكرت هيئة محامي دارفور.
وقالت الهيئة في بيان السبت إنها تقدمت يوم الخميس ٢٤ يناير الجاري بمذكرة للنائب العام ومذكرة أخرى للمفوضية القومية لحقوق الإنسان قيدت بتاريخ الأحد ٢٧ يناير تطالب بالإفراج الفوري عن كل من فائز عبد الله عمر آدم وحسن طلقا، ومحمد زكريا وآخرين، الذين تم إعتقالهم في 28 ديسمبر بجنوب كردفان.
وأوضح البيان أن السلطات أبقت على المعتقل الأول فائز عبد الله عمر آدم، والمعتقل الثاني حسن طلقا، بجنوب كردفان بينما تم ترحيل المعتقل الثالث محمد زكريا، إلى معتقل كوبر بالخرطوم بحري.
وأضاف “بعد ان تقدمت هيئة محامي دارفور بطلبين للنائب العام والمفوضية القومية لحقوق الإنسان حول ظروف إعتقالهم وطالبت بالإفراج الفوري عنهم ضمن آخرين من المعتقلين، تم الإتصال بشقيق الشهيد فائز عبد الله عمر، (علم الدين عبد الله عمر) وأخبروه بوجود شقيقه في المعتقل وعندما ذهب للجهة التي إتصلت به علم منهم بأن شقيقه قد مات هو وحسن طلقا، وان نيابة العباسية بجنوب كردفان أمرت بدفنهما”.
وذكر بيان الهيئة أن فائز عبد الله عمر آدم ٣٧ سنة من أبناء دارفور منطقة قريضة بولاية جنوب دارفور بالمعاش، كان يعمل بالقوات المسلحة، ثم عمل بمعدن منجم الذهب بترتر شرق العباسية بولاية جنوب كردفان.
وأعلنت هيئة محامي دارفور عن متابعة الإجراءات والتحقق من ظروف وأسباب وفاة المعتقلين، ودفنهما بأمر من نيابة العباسية.
وكانت العاصمة الخرطوم قد شهدت أولى وفاة المعتقلين داخل الزنازين، حيث تسلمت أسرة طالب الطب بكلية الرازي الجامعية، محجوب التاج، جثمان ابنها بعد اعتقاله خلال احتجاجات طلاب الكلية.