أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن سقوط قتيلين برصاص الأجهزة الأمنية وإصابة آخرين بعضهم في حالة حرجة خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة ام درمان اليوم الأربعاء للمطالبة بنتحي الرئيس عمر البشير.
وواجهت الأجهزة الأمنية الاحتجاجات بعنف مفرط من خلال استخدام القنابل الغازية المسيلة للدموع واطلاق الرصاص الحي في الهواء فضلاً عن الضرب بالهروات والاعتقال.
وقالت اللجنة في بيان عن حالات القتلى والجرحى تلقته “دارفور 24” إن كل من صالح عبد الوهاب صالح، ومحمد الفاتح، قتلا بعد اصابتهما برصاص في الصدر، كما أكد ناشطون مقتل الطالب محمد الفاتح مصطفى الذي تعود جذوره إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور.
وأكد ناشطون أن أحد القتيلى هو أبن أخ القيادي بحزب البعث العربي، وجدي صالح، المعتقل لدى جهاز الأمن حالياً، وهو من أهالي منطقة أرقين بشمال السودان.
ورصد تقرير لجنة أطباء السودان 8 حالات إصابة بالرصاص وهم أبو القاسم بابكر ـ رصاصة في الرجل، ومحمد خالد، وبشير مصطفى بشير ـ رصاصة في الصدر، وهشام عثمان الشواني ـ أكثر من رصاصة في البطن، وملهم ـ إصابة في الرأس، وياسر محمد علي ـ إصابة في الرجل، أنس مختار ـ رصاصة في الصدر، د. منذر أزهري ـ إصابة في الصدر.
وربط ناشطون بين استخدام الرصاص المكثف ضد المحتجين بحديث القيادي الاسلامي علي عثمان محمد طه، لمحطة تلفزيون سودانية 24، حول وجود كتائب شبابية لحراسة حكومة الانقاذ بكل الطرق حتى لو استدعى التضحية بالنفس.
اقتحام المستشفيات وإطلاق الرصاص
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في تقرير منفصل إن القوات الأمنية اقتحمت مستشفى محمد الأمين حامد، بام درمان، بالغاز المسيل للدموع ما أدى لهروب المرضى وقامت باعتقال طبيب من داخل غرفة الحوادث.
وأكد التقرير دخول الأطباء بالمستشفى في إضراب شامل ما جعل القوات الأمنية تقم مرة أخرى بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل الحوادث.
وفي مستشفى امدرمان الكبير قال تقرير اللجنة إن عناصر الأمن بعد المحاصرة قاموا باقتحام الحوادث وإطلاق الرصاص الحي داخل حرم المستشفى.
وأضاف “توجد حالات طلق ناري مباشر في الصدر والبطن والأرجل، منهم 4 حالات مستقرة بعد إجراء أنابيب صدر وعمليات إخراج للرصاص وحالة واحدة خطرة غير مستقرة”.
وتابع “يوجد اعتداء وإعتقال للأطباء من داخل الحوادث، وتعامل همجي من جانب أفراد جهاز الأمن مع المرضى والأطباء وترديد لجملة مفادها (لا نفرق بين طبيب ومريض).
وأكد التقرير وصول أربعة مصابين الى مستشفى فضيل الخاص بالخرطوم مصابين برصاص مباشر في الظهر واليد والساعد، حسب التقرير.
ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات توضح اصابة عدد من المتظاهرين بينهم الشاب “هشام الشوراني” الذي اصيب اصابة بليغة وتم نقله بواسطة المحتجين عبر سيارة نقل صغيرة “امجاد” الى مستشفى حوادث ام درمان.
مليشيات مسؤولة
بينما حمل بيان صحفي صادر عن تجمع المهنيين السودانيين اطلعت عليه دارفور24 الحكومة ومن وصفهم بمليشياتها مسئولية حالات القتل والاصابات وسط المحتجين.
وأضاف البيان “نحمل السلطة سلامة الثوار السلميين المعتصمين في حوش مستشفى السلاح الطبي والمتظاهرين بالاحياء، ووجه التجمع الدعوة الى المتظاهرين في الأحياء القريبة الى الاحتشاد في حوش السلاح الطبي لدعم الثوار.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستنقل الثورة السودانية الى مراحل اخرى على تعبير البيان، كما دعا المحتجين في المناطق البعيدة عن ام درمان الى مواصلة المظاهرات السلمية الليلية الى حين زوال النظام.
وبحسب ما نشر الناشطون المشاركون في المظاهرات فإن القوات الحكومية تعاملت بعنف مفرط مع المتظاهرين من خلال اطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بالاضافة الى حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت اعداداً كبيرة من المتظاهرين.
وأشار الناشطون الى أن الغاز المسيل للدموع الذي تم اطلاقه بكثافة وصل الى داخل عنابر المرضى بحوادث مستشفى ام درمان لذي استقبل عدد من الاصابات.