يواجه سكان مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور، خطر وجود المؤسسات العسكرية داخل الأحياء السكنية لاحتوائها كميات هائلة من مخازن الأسلحة والمتفجرات مما يشكل خطرا على حياة السكان.
وتسبب إنفجار مخازن الأسلحة الثقيلة التابعة لقوات الدعم السريع بحي المطار في مايو من العام المنصرم في خسائر فادحة في أرواح المواطنين وممتلكاتهم ولم يتمكن الضحايا من الحصول على تعويضات حتى الآن.
اللجوء للمحاكم
وأكد نائب رئيس لجنة متضرري إنفجار مخازن قوات الدعم السريع بحي المطار، بابكر حسن صالح، لـ “دارفور24” أنهم سيتجهون إلى المحاكم للحصول على حقوقهم كاملة بعد انسداد كافة الطرق لجبر الضرر مع قيادة قوات الدعم السريع وحكومة الولاية.
وأوضح أن حقوقهم لا تسقط بالتقادم خاصة ان جميع بلاغاتهم مدونة بسجلات الشرطة، قائلاً إنهم حاولوا جميع الطرق للوصول إلى معالجة عادلة ترضي الجميع ولكن النتيجة هي عدم الاستجابة.
وتسبب إنفجار مستودع للأسلحة والزخائر التابعة لقوات الدعم السريع في مايو من العام الماضي في خسائر فادحة في الأرواح وممتلكات مواطني حي المطار والمصانع وبعض الأحياء المجاورة، ولم يتمكن المتضررين من الحصول على تعويضات حتى الآن.
أضرار إنفجار مخزن الدعم السريع
وقال نائب رئيس لجنة متضرري حي المطار، بابكر حسن صالح، إن الإنفجار اودى بحياة أكثر من عشرة مواطنين بالاضافة الى 27 جريحاً فضلاً عن تدمير 510 منزلاً بينها 120 منزلا دمرت دمارا كاملاً بجانب الخسائر التي لحقت بسيارات واثاثات المواطنين.
وأكد بابكر أن حجم الخسائر جراء الانفجار في وقتها كانت قد تجاوزت مبلغ 800 مليون جنيه، مشيراً إلى أن المبلغ اليوم تضاعف مع تقلبات العملات والأسعار إلى أكثر من ثلاث أضعاف وقف مجريات السوق.
وقال بابكر إن حكومة الولاية طلبت منهم تكوين لجنة لحصر خسائر المواطنين بهدف تعويضهم وجبر الضرر الذي لحق بهم غير ان اللجنة التي كونت لم تصل إلى حلول مع الجهات المسؤولة.
وذكر أن قيادة قوات الدعم المسؤولة عن إنفجار المخازن غير متعاونة لجهة انها ظلت ترفض مقابلة لجنة المتضررين حتى الآن رغم الوعود القاطعة التي اكدها قائد ثاني الدعم السريع المرحوم، اللواء عبد الرحيم جمعة دقلو، قبل عام حيث أكد تعويض جميع المتضررين.
وأضاف بابكر أن هنالك العديد من الثكنات العسكرية ما زالت موجودة داخل حي المطار مما يشكل خطرا محدقا لأرواح المواطنين خاصة أن المئات من المتفجرات ما زالت موجودة في هذه الثكنات العسكرية بخلاف السيارات العسكرية المدججة بالأسلحة المرتكزة في الحي.
نقل الحامية العسكرية
من جهته كشف مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه لـ “دارفور24” أن القيادة العامة للقوات المسلحة قررت نقل الحامية العسكرية بقيادة الفرقة 16 مشاه خارج مدينة نيالا لولا الظروف الأمنية التي يمر بها الاقليم.
وأشار المصدر إلى أن وجود مخازن الأسلحة بوسط المدن تشكل خطورة بالغة، مؤكداً أن كافة الأسلحة التي بحوزة الفرقة 16 مشاه في مأمن تام وان طريقة التخزين جيدة.
وقال المصدر إن مستودعات قوات الدعم السريع التي انفجرت بحي المطار خارج ادارة قيادة الفرقة بالولاية، لافتاً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق قوات الدعم السريع فقط.
تنظيف مخلفات الإنفجار
وأفرغت اللجنة الفنية المشتركة بين المركز القومي للتخلص من الالغام والمتفجرات وفريق من بعثة اليوناميد بالولاية لازالة مخلفات متفجرات مخازن قوات الدعم السريع بنيالا عن نظافة موقع الانفجار قبل يومين.
وقال مسؤول المركز القومي لمكافحة الالغام، مرتضى كرم الدين، إن اللجنة تمكنت من إزالة كافة الأجسام والشظايا المطايرة على نطاق الأحياء المجاورة لموقع الانفجار بالتعاون مع الشعبة الفنية العسكرية لدى بعثة اليوناميد بعد جهود جبارة بذلها الفريق الفني، مشيراً إلى تدمير كافة الأجسام الغير متفجرة بطريقة آمنة خارج مدينة نيالا.
من جهته عبر رئيس بعثة اليوناميد قطاع جنوب دارفور، برهان مسكن نيقا، عن تقديره في مشاركة البعثة مع الحكومة للقضاء على مخلفات الأسلحة والزخائر بمخازن ومستودعات داخل مدينة نيالا، موضحاً أن المشاركة فرصة طيبة لتأكيد أهمية الشراكة في معالجة مثل هذه الظروف.
وأوضح برهان أن البعثة أرسلت كافة المساعدات الفنية لانجاز المهمة بنجاح، مشيراً إلى أن البعثة سبق وان ازالت العديد من الأجسام المتفجرة في عدة مناطق بالاقليم لتحقيق حياة آمنة للمواطنين وممتلكاتهم.
وأكد برهان أن تنمية وبناء القدرات المحلية في معالجة ومواجهة مثل هذه المتفجرات أمر مهم خاصة بعد مغادرة البعثة لاقليم دارفور سيما بقرى العودة الطوعية.