تعيش ولايتي غرب ووسط دارفور هذه الأيام أزمة مكتومة حول إستضافة الدورة المدرسية القومية المقبلة، وذلك في أعقاب تصريحات متضاربة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حول الأمر.
وكان رئيس الوزراء، معتز موسى، أعلن لدى مخاطبته افتتاح الدورة المدرسية الحالية بجنوب دارفور، أن الدورة المدرسية المقبلة ستكون من نصيب ولاية غرب دارفور، بينما كان رئيس الجمهورية أعلن في نهاية العام 2017م أن الدورة المدرسية ستقام في وسط دارفور.
وخلفت تصريحات معتز موسى حالة من التوتر والاستياء وسط مجتمع ولاية وسط دارفور، وعلمت “دارفور24” ان أكثر من “100” شخص من قيادات ولاية وسط دارفور حضروا افتتاح الدورة المدرسية بنيالا، عادوا ادراجهم مغاضبين عقب كلمة رئيس مجلس الوزراء في الاحتفال.
وقال أحد قيادات وسط دارفور فضل حجب اسمه لـ “دارفور24” إن اللبس في قضية استضافة الدورة المدرسية 29 جاء بسبب التخبط وعدم التنسيق واتباع المؤسسية.
وأوضح أن كل الاجراءات الرسمية بعد اعلان رئيس الجمهورية بأن الدورة المدرسية 29 ستقام بوسط دارفور كانت تمضي بصورة جيدة في عهد وزير الحكم الاتحادي السابق، د. فيصل حسب إبراهيم.
وأضاف “لكن عندما جاء خلفه الوزير حامد ممتاز خاطبته ولاية غرب دارفور طالبةً استضافة الدورة المدرسية 29 وبدوره رفع خطابها إلى رئاسة مجلس الوزراء برئاسة، معتز موسى، الذي وافق على الخطاب دون ان يعود إلى إعلان رئيس الجمهورية في نهاية العام 2017م”.
وأطلعت “دارفور24” على خطاب صادر من رئاسة الجمهورية إلى وزير الحكم الاتحادي السابق فيصل حسن إبراهيم، بتاريخ ديسمبر ٢٠١٧ حمل موافقة رئيس الجمهورية على إقامة فعاليات الدورة المدرسية 29 بمدينة زالنجي عاصمة وسط دارفور.
كما أطلعت على خطاب آخر صادر من والي وسط دارفور في العاشر من نوفمبر الحالي معنون إلى وزير الحكم الاتحادي، حامد ممتاز، أكد فيه الوالي أن ولايته لا زالت متمسكة باقامة فعاليات الدورة المدرسية 29.
وأشار الخطاب إلى أن حكومة الولاية قامت بتهيئة المجتمع المحلي لهذا الحدث، مضيفاً “هناك بعض وسائل الاعلام تناقلت اعتذار حكومة الولاية عن استضافة هذه الدورة الأمر الذي تسبب في نشوء رأي عام سلبي داخل الولاية”.
ونبه إلى أن الدورة المدرسية سانحة لتوفير بنية تحتية تدعم عملية عملية الاستقرار والتعايش السلمي بوسط دارفور ولاية وليدة وتحتاج إلى لبنية تحتية.
وكان والي ولاية غرب دارفور أعلن في تصريحات سابقة عن استعداد ولايته لتنظيم الدورة المدرسية 29 الامر الذي اعتبره مجتمع وسط دارفور مخالفة لاعلان رئيس الجمهورية وتوجيهه باقامة الدورة بوسط دارفور.
في الأثناء وصل الاثنين إلى الخرطوم وفد أهلي من ولاية وسط دارفور برئاسة وكيل الدمنقاي سيسي فضل سيسي، ضم رئيس المجلس التشريعي، رئيس الغرفة التجارية، ممثلين للشراتي والشباب والطلاب والمرأة”.
وقال رئيس الوفد إن الوفد قدم للخرطوم لتقديم الشكر لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير على تأكيده قيام الدورة المدرسية التاسعة والعشرين بولاية وسط دارفور، وتأكيد الوفد أن الولاية على اتم الاستعداد لتنظيم الحدث القومي المهم.
وقال وكيل الدمنقاوي إن قرار رئيس الجمهورية لا يلغيه إلا رئيس الجمهورية، مؤكداً أن وسط دارفور الآن على قلبٍ رجلٍ واحدٍ مما يجعلها في أحسن حالاتها لتنظيم الدورة المدرسية.
بينما ذكر رئيس الغرفة التجارية بالولاية أنهم ينتظرون فقط ضربة البداية لضخ أكبر مبلغ لانشاء البنى التحتية التي تليق بالدورة المدرسية.