أبدى النازحون بمعسكرات دارفور قلقهم العميق من الانسحاب المتوالي لقوات بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور “اليوناميد” قائلين إن الانسحاب يشكل مخاطر كبيرة على النازحين لجهة ان هنالك مسلحين لا زالوا منفلتين عن القانون ويهددون حياتهم.
ويقول النازحون إن إنسحاب قوات البعثة في هذا التوقيت سابق لأوانه لجهة أن السبب والمهمة الأساسية التي من أجلها تم نشر قوات البعثة بقرار من مجلس الأمن الدولي في العام 2007 لا زالت قائمة.
وأوضحوا أن المدنيين خاصة النازحين منهم في حاجة ماسة لحمايتهم الآن من الاعتداءات المتكررة من المليشيات المسلحة المنسوبة للحكومة.
وانسحبت قوات بعثة اليوناميد حتى مطلع نوفمبر الجاري من 11 موقعا عسكريا في ولايات دارفور الخمس وتم تسليم المواقع الى حكومات الولايات على ان تخلى جميع مواقعها في يوليو من العام 2020 بشكل نهائي.
مخاطر الإنسحاب
وقال نائب الأمين العام لهيئة النازحين واللاجئين ومسؤول العلاقات الخارجية، ادم عبدالله لـ “دارفور24” إن مغادرة قوات البعثة من دارفور حاليا فيها مخاطر كبيرة لحياة النازحين بشكل واضح، مشيرا الى أن المهمة الاساسية لقوات البعثة وهي حماية المدنيين لم تتحقق على ارض الواقع.
وأكد عبدالله أن مجموعات مسلحة من المليشيات الحكومية تهجمت خلال الاسبوع الماضي على المواطنين بسوق محلية دربات بشرق جبل مرة مما ادى الى قتل 3 اشخاص واصابة 17 اخرين بجراح علاوة على نهب ممتلكات المواطنين.
وأضاف عبدالله أن بعثة اليوناميد رضخت كليا لطلب الحكومة بخروج البعثة من دارفور، منوها الى أن الأجهزة الأمنية ستستهدف قيادات النازحين ومشايخهم بشكل مباشر بعد مغادرة قوات البعثة مما يعرض حياتهم للمخاطر، وتابع “هنالك صفقات وتفاهمات تمت بين الطرفين لتمرير قرار الانسحاب”.
تفكيك المعسكرات
وأوضح المسؤول بهيئة النازحين أن الحكومة مخططة منذ زمن بعيد لتفكيك معسكرات النزوح اجباريا وترحيلهم الى قراهم قبل استتباب الظروف الأمنية التي اجبرتهم الى الفرار منوها الى ان العديد من القرى والمناطق تحت سيطرة الوافدين الجدد.
من جهته أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية، أسامة فيصل، أن المرحلة الأولى من عملية خروج قوات بعثة اليوناميد في دارفور تمت بسلاسة.
وأضاف أسامة لدى تقديمه رد وزارة الخارجية حول انسحاب اليوناميد والمراحل المختلفة امام البرلمان القومي الثلاثاء أن الفترة النهائية لقوات البعثة حتي يوليو من العام 2020.
وابان أسامة الحكومة اتخذت كافة الاجراءات اللازمة بالتنسيق مع حكومات الولايات وذلك بزيادة أعداد الشرطة والنيابات وما يتعلق بسيادة حكم القانون منعا لحدوث اية انتكاسات في المستقبل.
صفقة الإنسحاب
وفي الصعيد نفسه دافع الناشط السياسي والقيادي السابق في حركة العدل والمساواة، أحمد حسين ادم، عن بقاء قوات بعثة اليوناميد في دارفور، موضحاً أن هنالك أرقام وحقائق تؤكد عدم تحسن الأوضاع الانسانية والأمنية في الاقليم، مبينا ان الأوضاع تستدعي بقاء قوات البعثة لحماية المدنيين من الاعتداءات المستمرة.
وأضاف حسين خلال ورقة قدمها في الندوة التي نظمها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية بلندن تحت “مأزق إنسحاب قوات البعثة في دارفور ومستقبل البعثة المشتركة” أنه رغم ضعف قوات البعثة وفشلها في عمليات الحماية الفعلية إلا انها ينبغي لها البقاء.
وقال حسين إن هنالك صفقات ابرمت داخل أروقة اللاعبين الدولين وراء الابواب المؤصدة، انتهت بمساومة توافقية فجرى التوازن بين مطلب الانسحاب الكامل للبعثة الذي تطالب به الحكومة السودانية ومطلب استمرارها وهو ما تنادي به معظم الدول الغربية والامم المتحدة والاتحاد الافريقي.