يواجه مسجد الخليفة عبد الله التعايشي بام درمان ـ أحد أعرق المواقع الأثرية في السودان ـ خطر الإزالة والمحو من الخارطة الجغرافية والتاريخية للبلاد لتشييد مشاريع خدمية في مكانه.
وظل المسجد الذي يتسوره ما اصطلح على تسميته بـ “حوش الخليفة” مهملاً لفترة طويلة دون أن تتم صيانته او تأهيله، حتى اوشكت مئذنتيه اللائي لم يتبق غيرهما على السقوط.
وحينما شرعت أسرة الخليفة عبد الله التعايشي في تأهيل المسجد منتعتها وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم بحجة أن ساحة المسجد واحدة من الموقع التي ينتظر أن تشيد عليها مشاريع خدمية خلال الفترة المقبلة.
وهددت أسرة الخليفة عبدالله التعايشي، ولجنة المسجد، برفع شكوى بالمحكمة الشرعية، ضد وزارة التخطيط العمراني، حال تمسكت الوزارة ببناء جسر يشق أرض المسجد.
وقال حفيد الخليفة عبدالله التعايشي، وعضو لجنة المسجد، أحمد عبدالرحيم، لصحيفة (الأخبار) الصادرة في الخرطوم الأحد إنهم تفاجأوا بقرار حكومة الخرطوم باعتزامها تحويل ساحة المسجد إلى مشاريع خدمية وطمس معالمه التاريخية.
وأوضح أن إحدى الشركات تقدمت إليهم بمقترح ترميم وإعادة تجديد مباني المسجد وحينما ذهبوا إلى وزارة التخطيط العمراني لاستخراج تصديق للتأهيل قوبل طلبهم بالرفض من قبل الوزارة.
وأضاف “أبلغتنا الوزارة أنها لن تمنحا تصديق بناء او تحديث المسجد بحجة تعارض المقترح مع المخطط الهيكلي للطرق والجسور ومصارف المياه بانشاء كبري (الملتقى) الذي يربط مدينتي بحري وام درمان مرورا بجزيرة توتي وشمالا بالاذاعة حتى شارع العرضة”.
وأكد حفيد التعايشي أن الوزارة صنفت ساحة المسجد من المواقع المستهدفة لانشاء مشاريع في الفترة من 2017 الى 2025.
وقال إن المسجد هو أول مسجد شيدّ في مدينة ام درمان عام 1887 في عهد الخليفة عبدالله ووضع حجر أساسه، وكانت تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان يؤم المصلين الخليفة بنفسه، كما كانت تُحكم الدولة من داخله.
وقال الحفيد عضو لجنة المسجد، أحمد عبدالرحيم، إن المسجد كان قد حصل على حكم عام 1984 من المحكمة الشرعية أقر بأن يظل مسجداً إلى قيام الساعة، بعد رفعت الأسرة دعوى ضد حكومة السودان على خلفية محاولة تحويله إلى حديقة عامة.
واتهمت أسرة الخليفة عبد الله التعايشي الاسلامين باستهداف المهدية خاصة الخليفة عبدالله التعايشي، وأضاف “كان الرحل د. حسن الترابي، حينها نائباً عاماً مما يحسم اي جدل حوله في مرحلة من مراحل التاريخ والحكومات المتعاقبة”.
وأضاف “بالتالي هو مسجد كل السودانين وليس أسرة الخليفة وأصبح أثرياً. يذكر أن الأسرة ولجنة المسجد كانت قد خاطبت والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين ولم تجد ردا يفيد بايقاف المخطط.