كشف تقرير سري للجنة أممية أن مجموعات متمردة من منطقة دارفور بالسودان تعزز وجودها في ليبيا بعد أن وجدت موطىء قدم لها لبناء قوتها العسكرية في محاولة للعودة الى السودان ومتابعة القتال.
ورفعت لجنة خبراء بالأمم المتحدة تقرير سري مكون من 53 صفحة إلى مجلس الأمن في وقت سابق من أغسطس الجاري حسبما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وقال التقرير إن معظم الجماعات المتمردة في دارفور رسخت وجودها في ليبيا، مضيفاً أن العديد منهم انضموا إلى الجماعات المسلحة الليبية وهم “يبنون قدراتهم العسكرية حتى يكونوا جاهزين للعودة إلى السودان عندما تصبح البيئة مساعدة أكثر”.
وأشار التقرير الذي يقدمه الخبراء المستقلون الى المجلس حول السودان مرة كل ستة اشهر، الى أن السودان مستمر بإرسال الأسلحة إلى دارفور لدعم حملته العسكرية هناك، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وأكد التقرير أن تجدد الاشتباكات في منطقة جبل مرّة الجبلية في دارفور بعد قرابة عام من الهدوء أدى إلى سقوط “عدد كبير من الضحايا لدى الجانبين وبين المدنيين”.
وقال التقرير إن القتال المتجدد في جبل مرّة منذ شباط/فبراير أجبر الآلاف على الفرار، ولجأ الكثيرون الى الكهوف والوديان بدون مواد غذائية أو ماء أو مأوى مناسب.
وأجمع الخبراء في التقرير على ان الوضع “يتسم بأنه وضع انساني ينذر بكارثة”.
وذكر التقرير أن المجموعة المتمردة الوحيدة الباقية في دارفور هي “جيش تحرير السودان-جناح عبد الواحد”، وتضم نحو ألف مقاتل “متمرسين في حرب العصابات وتكتيكات التحرك” في المناطق الجبلية الوعرة.
وأورد أن جميع الجماعات المسلحة الرئيسية في دارفور موجودة في ليبيا، وقد انضم العديد منها إلى قوات رئيس الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر الذي يسيطر على شرقي البلاد.
وزار الخبراء السودان مرتين بين في نيسان/ابريل ومايو / أيار وتموز/يوليو لإجراء محادثات مع الحكومة السودانية التي شددت أنه لا توجد عمليات عسكرية في دارفور بل عمليات أمنية سريعة ضد قطاع الطرق.
وقال التقرير إن الحكومة السودانية “تواصل نقل العتاد العسكري الى دارفور لدعم قوات الأمن المتعددة المنتشرة هناك في انتهاك لحظر الاسلحة”.