اختار رئيس حزب الامة القومي، ورئيس تحالف “نداء السودان” الصادق المهدي، العاصمة البريطانية مقراً لاقامته الجديدة في منفاه الاختياري بعد طردته السلطات المصرية من أراضيها.
ورفضت السلطات المصرية دخول المهدى، أراضيها مساء السبت حين عودته من “برلين” بعد مشاركته في اجتماعات “نداء السودان” مع الحكومة الألمانية الخاصة ببحث مسارات حلول الأزمة السودانية وفق خارطة الطريق.
واستقر المهدي بالعاصمة المصرية القاهرة في فبراير الماضي حينما وصلها قادماً من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد مشاركته في لقاء تشاوري بين الحكومة السودانية والمعارضة برعاية الوساطة الافريقية.
ومنذ وصوله إلى القاهرة بدأ ممارسة نشاطه السياسي المكثف في إطار تحالف “نداء السودان” الذي يجمع أحزاب سياسية مدنية وحركات مسلحة في دارفور والمنطقتين.
وطبقاً لمصادر بحزب الأمة القومي فإن المهدي غادر القاهرة إلى دبي ومنها إلى العاصمة البريطانية لندن حيث يقيم فيها ريثما تتحدد وجهته المقبلة.
وقال بيان للأمين العام لحزب الأمة القومي، سارة نقد الله، إن المهدي مكث بمطار القاهرة لفترة أكثر من 10 ساعات في انتظار ترتيب مغادرته إلى بلد آخر، برفقة نائبه في الحزب د. مريم الصادق، ومدير مكتبه، محمد زكي.
ولم يوضح البيان سبب منع المهدي من دخول الأراضي المصرية، لكنه أشار إلى أن السلطات المصرية كانت قد طلبت من المهدي ان لا يشارك في إجتماعات “برلين”.
وأضاف “الأمر الذي رفضه من حيث المبدأ الذي قام ويقوم عليه حزب الاستقلال والنهج القومي “رفض اي املاءات خارجية في الشأن الداخلي السوداني”.
وأبدى حزب الأمة القومي أسفه لاجراء السلطات المصرية قائلاً إن الأجراء سيغرس آسفينا لا يمكن تجاوزه بسهولة في مستقبل العلاقات بين الشعبين.
ووصف البيان الإجراء بالعدواني غير المسبوق من كل الحكومات المصرية المتعاقبة، ولم ينظر بعين الاعتبار الى مكانة ورمزية المهدي كما يتنافى مع تقاليد الدولة المصرية وقيم الشعب المصري.
وأوضح أن الاجراء يدفع للاستنتاج بأن الحكومة المصرية تسبح عكس التيار ولا تكترث لعلاقات الشعوب الباقية، مردفاً “أنه لمن المؤسف أن يشتري النظام المصري رضا قلة فاشلة خصما على رضا الشعب السوداني الذي لن يرحل ولن يزول”.