يعاني العديد من المزارعين بولاية جنوب دارفور من عراقيل تحد من ممارسة نشاطهم الزراعي منذ بداية الموسم الحالي بعد رفض قبائل استوطنت حديثاً الخروج من أراض النازحين التي سيطرت عليها خلال فترة نزوحهم.
واشتكى مئات المزارعين لدى السلطات في محليات “السلام وقريضة والملم وبليل” من اعتراض اهالي المنطقة رغم انهم ظلوا يمارسون الزراعة منذ فترات طويلة قبل ازمة دارفور بحجة ملكية الارض من غير ان تكون هذه المزارع مسجلة باسماءهم لدى الجهات المختصة.
وكثرت دعاوي النزاع حول الارض امام المحاكم المدنية في نيالا في الاوانة الأخيرة بين المواطنين بعد ان شهدت استقرارا امنيا في القرى القريبة من العاصمة نيالا.
واتجه المئات من المزارعين إلى تقنين الاراضي الزراعية باستخراج شهادات خلو نزاع اراضي زراعية بالمحليات بتوجيهات محلية خوفا من حدوث نزاعات قد تؤدي ازمات قبلية في المستقبل القادم.
وقال مزراع بمنطقة “سانية دليبة” في محلية السلام يدعى، اسحق جمعة كبير، ان هنالك العديد من العراقيل تواجه المزارعين بينها المنازعات القائمة بين المزارعين مما اضطر العديد منهم باللجوء المحاكم للفصل فيه، مشيراً الى ان اللجوء الى القضاء امرا ايجابيا بدلا عن الاعتداء على المزارعين.
وتتمسك القبائل بالحاكورة خوفا من سيطرة قبائل اخرى على اراضيهم بالاضافة الى النزاعات القبلية التي وقعت في السابق حيث مازالت المشاحنات قائمة بين القبائل رغم المصالحات الاهلية التي تمت.
وقال عضو اتحاد المزارعين بالولاية، عبدالله عثمان برشم، إن العديد من المزارعين يواجهون اشكالات صعبة مما يهدد الموسم الزراعي.
وأوضح أن معظم المزارعين في المناطق التي تقع بجنوب نيالا يواجهون متاريس من مليشيات مدعومة من قبائلها يقفون ضد مزاولة المواطنين مهنة الزراعة، داعيا حكومة الولاية الى التدخل لمعاجلة الأمر.
وأكد أن المفهوم الخاطئ للحاكورة لدى القبائل وراء الوقوف ضد أكبر مورد اقتصادي بالولاية وهو النشاط الزراعي، مشيرا الى تنظيم العديد من الورش التدريبية حول مفهوم حاكورة الارض وفقا للقوانين في عدة محليات بالولاية غير انه يرى ضرورة تنفيذ عشرات الورش للخروج من المفهوم التقليدي للارض لدى القبائل.
وشهدت الولاية استعدادات مبكرة للمزراعين للموسم الزراعي خاصة بعد عودة العديد من قرى العودة الطوعية، وتعهدات حكومة الولاية بتوفير الحماية الكاملة للمزارعين من الاعتداءات بالاضافة الى توفير المدخلات الزراعية والبذور المحصنة للمواطنين.