تحصلت الأجهزة الأمنية وشرطة مكافحة المخدرات بولاية شرق دارفور على اسماء 68 شخصاً من كبار الممولين الرئيسين لتجارة المخدرات وزراعتها بالولاية، بينهم مسؤولين في الحكومة ورجال أعمال بالولاية.
وتمكنت السلطات بالولاية من ضبط (267) ألف قندول من مخدر القنب الهندي المعروف محليا “بالبانقو” معبأة في 293 جوال خلال فترة حملة جمع السلاح التي انطلقت في أغسطس العام الماضي.
وكشفت مصادر لـ (دارفور 24) أن الحملة أوقفت عشرات المتهمين بترويج المخدرات بالولاية وتحصلت الأجهزة الأمنية خلالها على اسماء 68 من كبار الممولين الرئيسين لتجارة المخدرات وزراعتها بمدينة الضعين.
وأكدت أن من بين الموولين لتجارة المخدرات مسؤول كبير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم وضابط في قوات الدعم السريع حيث جرى اعتقالهم في وقت سابق بناء علي معلومات ادلى بها بعض الموقوفين.
وذكرت المصادر أن 65 شخصاً من كبار مروجي المخدرات هربوا من الولاية قبل القبض عليهم، ولكن عيون الأجهزة تراقب تحركاتهم عن كثب للقبض عليهم.
وأشارت إلى أن بعض كبار التجار والمسؤولين في الحكومة ظلوا يمولون آخرين لزراعة البنقو بمساحات واسعة بمناطق وعرة يصعب على الشرطة الوصول إليها.
وأكدت أن المروجون يقومون بترحيل المخدرات من مناطق الانتاج بواسطة “الحمير” وسط حماية مشددة من المسلحين قبل تهريبها إلى العاصمة عبر سيارات الدفع الرباعي وفق اتفاقيات بين التجار ومجموعات يتبعون لقوات حكومية.
ويعتبر المثلث الحدودي بين دول “السودان ـ وافريقيا الوسطى ـ جنوب السودان” في أقصى جنوب محلية الردوم التابعة لولاية جنوب دارفور أحد أهم المناطق التي يتم فيها زراعة كميات هائلة من مخدرات “البنقو”.
وقطعت المصادر أن مكافحة المخدرات بصورتها النهائية بالاقليم لا تكون إلا بتكامل جهود البلدان الثلاث، مشيرين إلى الأضرار الجسيمة للشعوب.
وقال مسؤول لـ (دارفور 24) إن أكثر من (393) جوال حشيش تحتوي على (267) ألف قندول تم ضبطها في إطار حملة جمع السلاح، تعد أكبر انجاز لحكومة الولاية وأجهزتها الأمنية في تاريخها لمكافحة المخدرات.
وتعتبر ولاية شرق دارفور وعاصمتها مدينة الضعين من أهم معابر تجار المخدرات إلى عمق البلاد نسبة لقرب مناطق الانتاج الرئيسية منها بالإضافة إلى وعورة الطرق التي تربط بين مزارع المخدرات وولاية شرق دارفور.
وأضاف المسؤول مفضلاً حجب اسمه أن الحملة القومية لجمع السلاح من القبائل في دارفور أفرزت نتائج ايجابية للسيطرة على أخطر وسيلة لتدمير عقول الشعب السوداني وهي المخدرات، مشيراً إلى أن ولاية شرق من أهم الطرق الرابطة بين مناطق الانتاج والاستهلاك المختلفة.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية بذلت جهوداً جبارة لمكافحة المخدرات حيث تمكنت من الوصول إلى المخازن الرئيسية لتجار المخدرات بباطن الأرض بمحليتي (الفردوس وابوجابرة)، بجانب كميات كبيرة منها محملة في أكثر من 50 دابة “حمير” أثناء تهريبها.
وزادت اعداد مختلي العقول في الآونة الاخيرة بولايات دارفور نتيجة لانتشار المخدرات في الوقت الذي تعاني فيها الولايات من انعدام مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية ما يضطر المرضى إلى لتلقي العلاج بالخرطوم.
وتمكنت عدة حملات مشتركة نفذها الادارة العامة لشرطة مكافحة المخدرات الاتحادية، من تدمير مساحات واسعة للمخدرات في مناطق (سنقو، ودفاق، والردوم) استخدمت فيها الطائرات والأسلحة الثقيلة.
وبحسب تقارير سابقة لشرطة المخدرات بولاية جنوب دارفور فان 273 شرطي قتلوا في إطار حملات مكافحة المخدرات بمناطق محلية الردوم.
وتنفذ شرطة مكافحة المخدرات سنوياً حملات على زراعة الحشيش بمحلية الردوم لابادة مزارع الحشيش في طور الانتاج.