نيالا ــ دارفور24
تشهد ولاية جنوب دارفور هذه الأيام أزمة حادة غير مسبوقة في مياه الشرب، جاءات متزامنة مع إنعدام وقود الجازولين بالولاية مما أدى إلى زيادة معاناة الانسان والحيوان والنبات على حد سواء.
وبلغ سعر برميل المياه 45 جنيها في سابقة غير مشهودة على مستوى مدينة نيالا عاصمة الولاية نتيجة لتوقف الامداد المائي بسبب خروج أكثر من 85% من الآبار التي تعتمد عليها نيالا من الخدمة لقلة المياه بباطن الأرض.
واضطرت المئات من تناكر مياه الشرب للسفر إلى خارج مدينة نيالا في الوديان “بلبل وام زعيفة ورمالية وشديدة” لاستجلاب المياه ولكن ازداد الامر سوءا بأزمة الوقود التي تضرب البلاد بما يقارب الشهرين.
وادى العطش إلى تلف معظم جنائن الخضر بالولاية الأمر أدى إلى ارتفاع اسعارها بصورة خرافية حيث بلغ صندوق الطماطم 450 جنيها بدلا عن 180 جنيها، فيما ادى العطش إلى يباس معظم أشجار الفاكهة بمدينة نيالا.
وتوقفت العديد من الدوانكي عن الخدمة في عدة محليات بالولاية بسبب انعدام وقود الجازولين مما زاد معاناة المواطنين بشكل كبير.
وحذر مسؤول بوزارة الثروة الحيوانية بالولاية من مغبة توقف مصادر المياه بالمحليات مما قد يؤدي إلى نفوق الحيوانات بشكل مباشر، مطالباً حكومة الولاية بوضع أمر مصادر المياه في قمة أولوياتها بتوفير وقود “الدوانكي” لحماية الثروة الحيوانية، مشيراً إلى حدوث نفوق وسط الأبقار في بعض المحليات.
ودعا المسؤول إلى أهمية إنشاء الحفائر والسدود للاستفادة من حصاد المياه في فصل الصيف لتخفيف الضغط على “الدوانكي” والآبار، مشيراً إلى أن وزارة الثروة الحيوانية وضعت خطة كاملة لمواجهة العطش في الصيف ولكن لم تر حظها من التنفيذ.
وسبق ودشن والي ولاية جنوب دارفور، آدم الفكي، في العام 2017 وصول آليات حفر الآبار تبرعت بها وحدة السدود لانشاء 20 بئرا للمياه في محليات الولاية المختلفة.
وقال الوالي آدم الفكي، وقتها إن البرامج يأتي في إطار اهتمام الدولة لمعالجة مشكلة العطش بغرض تحقيق درجة “زيرو عطش” بالولاية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، منوهاً إلى خطة وضعتها حكومته لحفر 80 بئر أخرى لإنهاء أزمة العطش بصورة نهائية.
ووقعت حكومة الولاية منذ العام 2007 أكثر من أربع اتفاقيات مع عدة شركات أجنبية لربط مدينة نيالا بحوض البقارة الغنية بمياه الشرب في محلية قريضة التي تبعد عن عاصمة الولاية 86 كلم جنوبا ولكن لم تفلح ايا من الاتفاقيات بالنجاح رغم وصول كافة المواسير الناقلة للمياه الى المدينة.
وفاقمت أزمة الوقود التي يعيشها السودان هذه الأيام معاناة سكان أحياء محلية “نيالا” شمال، في الحصول على مياه الشرب لتوقف عربات (التناكر) التي تنقل المياه للأحياء، بسبب انعدام الوقود.
ورغم أن سعر برميل المياه بلغ (45) جنيه إلا أن المياه غير متوفرة، وقضى أغلب سكان الأحياء الشمالية للمدينة، بحسب متابعات (دارفور24) يوم السبت امام منازلهم وفي الطرقات بحثاً عن عربات المياه.
وأقر معتمد محلية نيالا شمال، اسماعيل يحيى، في تصريحات للاذاعة المحلية، بأن أحياء نيالا شمال تواجه أزمة في الحصول على مياه الشرب، بسبب ازمة الوقود.
وأضاف “رغم ما تبذله سلطات المياه بالولاية إلا أن الحصول على مياه الشرب أصبح أمراً صعباً”، مشيراً إلى أن حكومة المحلية تسعى مع سلطات الولاية لتوفير حصة من الوقود للسيارات التي تنقل مياه الشرب لأحياء المدينة.
وذكر أنهم بدأوا في اجراء حصر لعدد السيارات العاملة في نقل مياه الشرب بغية مدها بالوقود اللازم لتواصل نقل المياه للسكان في مواقعهم.