نيالا: دارفور24
أظهرت الحكومة السودانية جدية في تنفيذ تهديداتها بتفريق وتشتيت مخيماات النازحين، سعيا لتنفيذ توجيهات الرئيس السوداني القاضية بإنهاء وجود مظهر مخيمات النازحين بإقليم دارفور بعد ان اعلنت أن العام (2018)م هو آخر عام لبقاء النازحين في المخيمات.
ووضعت الحكومة امام النازحين خيارين لا ثالث لهما اما العودة للقرى الاصلية او تمليكهم قطعاً سكنية في المدن التي نزحوا اليها.
وهدد والي جنوب دارفور ادم الفكي باعتقال كل من يقف ضد قرار تفكيك مخيمات النزوح ، وقال الفكي انه وضع خطة محكمة لتفكيك المخيمات باستخدام القوة اذا دعت الضرورة موجهاً باعتقال اي شخص مهما بلغ منصبه في الدولة حال قيامه بالتحريض ضد مشروع اعادة النازحين قرارهم موجها المعتمدين بأهمية اعداد كشف بأسماء – من أسماهم – الذين يقومون بتحريض النازحين ضد هذا المشروع.
وبدأت حكومة ولاية جنوب دارفور بالفعل في اجراءات تسليم النازحين الراغبين في البقاء بمدن (كاس 84 كيلو متر غربي نيالا، وقريضة 67كيلو متر جنوبي نيالا، ومرشينج 85 كيلو متر شمال مدينة نيالا) قطعاً سكنية عوض منازلهم في المخيمات .
وحضر نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن منتصف ابريل الحالي المرحلة الاولى لتسليم (744) قطعة سكنية لنازحي مخيمات محلية كاس كدفعة اولى من جملة (4) ألف قطعة تعتزم حكومة الولاية تسليمها للنازحين بمدينة كاس.
ورجح احد قيادات النازحين بمحلية كاس لدارفور24 ان السواد الاعظم من النازحين سيميل الى خيارامتلاك قطع سكنية والاستقرار بالمدينة ، نظراً لانعدام الضمانات الضرورية في خطط العودة الطوعية ، بالإضافة الى ان بقاء النازحين في المخيمات (12) عاماً احدث تحولاً في تفكيرهم بتفضيل حياة المدن على الريف، بحكم وجود ابنائهم في المدارس والجامعات، بينما يفضل بعض النازحين خيار العودة الى قراهم لارتباطهم بأنشطة الزراعة والرعي.
وفي بلدة مرشينج التي تحتضن نحو (10) ألف نازح يقول مدير اعلام المحلية حامد قمر الدين لـدارفور24 ان حكومة الولاية شرعت في تنفيذ خطة تمليك النازحين قطع سكنية بالمدينة، مشيراً الى انه يجري هذه الايام في تخطيط (5) ألف قطعة بمخيمات (دبة نايرة، واسطاني، وسيلو، وتوم كتر)
بجانب ذلك سلمت الحكومة (ألفي) قطعة سكنية لنازحي مخيمات قريضة البالغ عددهم نحو (50) ألف نازح. وقال المسئول الاداري بالمحلية عقبة عبد الحميد لـدارفور24 ان ألفي قطعة سكنية يجري تسليمها هذه الايام لتكتمل (4) ألف قطعة، واشار عقبة الى ان اغلب النازحين يرغبون في البقاء في المدينة، وعزا ذلك الى التحول في نمط حياة النازحين من الريف الى المدينة، وتوفر سبل كسب العيش مقارنة بالريف، واضاف ما تتحدث عنه الحكومة بوجود رغبة عند النازحين للعودة الى قراهم لا يعدو كونه كلام سياسي واضاف: النازحون يفضلون البقاء في المدن.
ووجه نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن- خلال زيارته منطقة كايليك بمحلية شطايا 136 كيلو متر غربي عاصمة الولاية نيالامفوضية العودة الطوعية بتشييد قرية (كايليك) وتوفير الخدمات الاساسية بها، كما وجه آلية السلم الاجتماعي التي شكلتها حكومة الولاية بالإسراع في تسليم الاراضي الزراعية لأصحابها في غضون اسبوعين قبل دخول فصل الخريف، وهدد حسبو الذين يرفضون تسليم الاراضي بالاعتقال والترحيل الى سجن سواكن بشرق السودان.
وافادت مصادر دارفور24 أن اعداد العائدين الى بلدة (كايليك) يمثلون أقل من (10%) من سكان المنطقة الذين هجروها في العام (2003)م.
ويعيش سكان منطقة ام بطيخة بمحلية كتيلا الذين عادوا الى القرية قبل اسابيع من مخيماات (السلام، كلمة والسريف) بمدينة نيالا اوضاعاً مأساوية يفتقدون فيها لأبسط الخدمات الاساسية، ويقول الزعيم الاهلي للمنطقة داؤود عبد الله انهم عادوا الى قريتهم بعد ان ساروا (8) ساعات مشياً عبر الدواب. وقال لـدارفور24 ان العائدين يحتاجون الى الخدمات الاساسية خاصة مياه الشرب ومواد الايواء والتقاوي الزراعية لمقابلة متطلبات الموسم الزراعي المقبل.
وتمثل منطقة ام بطيخة واحدة من (30) منطقة تقول حكومة جنوب دارفور ان النازحين عادوا إليها في العام (2018)م من مخيمات النزوح، التي يعد مظهرها العنوان البارز لازمة دارفور واستمراريتها.
في ظل هذا الوضع ، يساور النازحون بالمخيمات في ولاية جنوب دارفور وولايات دارفورية أخرى قلق متعاظم جراء التهديدات التي اطلقها والي الولاية ادم الفكي محمد الطيب بتفكيك مخيمات النازحين القابعة علي اطراف مدن الولاية واجبارهم علي العودة الي ديارهم قسراً تنفيذاً لموجهات رئيس الجمهورية في برنامج العودة الطوعية، في وقت لا يملك النازحين فيه خياراً أقل سوء من تهديدات الوالي آدم الفكي التي تعيد الى الاذهان ارساله قوات حكومية في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر 2017 خلال زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى بلدة بليل المجاورة للمخيم – التي وصفت بالزيارة الى كلما – وقد أدت احتكاكات القوات الحكومية مع النازحين الرافضين لتلك الزيارة الى مقتل ستة نازحين واصابة نحو اثنين وعشرين نازحاً ، وأضيفت تلك الحادثة الى الحادثة الاكثر بشاعة والتي وقعت في الخامس والعشرين من شهر أغسطس 2008 حين قتلت القوات الحكومية أكثر من 30 نازحا وجرحت حوالى 50 آخرين بحسب احصاءات صادرة من منظمات انسانية وأخرى مطابقة من قادة المخيم بعد ان قررت الحكومة الولائية تفتيش المخيم بحثاً عن سلاح مزعوم .