نيالا: دارفور24
روى اهالي قرى جبل مرة الذين فروا من القتال الذي دار بين الحكومة والحركات المتمردة خلال الايام الماضية لدارفور24 حجم المأساة التي لحقت بهم واجبرتهم على الفرار الى معسكر عطاش للنازحين بنيالا عاصمة جنوب دارفور بينما تفرق شمل بعض الأسر في سفوح جبل مرة، وقال عبد الله اسماعيل وهو نازح من بلدة (سواني) انهم فروا من جحيم الاشتباكات التي اندلعت اولاً بين فصائل الحركات المسلحة خلال الاسبوعين الماضيين والمعارك الثانية التي وقعت بين الحركات والقوات الحكومية واشار الى ان الأخيرة كانت مدعومة بمليشيات قام عناصرها بحرق اكثر من (50) قرية حول جبل مرة، وابان ان اهالي تلك القرى تفرقوا منهم من فر بعيداً عن الجبل الى بلدة (أيا) بينما اضطر البعض الى الصعود الى قمته، وذكر ان القرى التي حرقت بالكامل من بينها (سوني- دُلسا- اوسطاني- جوو- دُلي- فينا- تبلدي- حلة حسن- باسي- سولنق- توتنارونق- وكلوباندرا- تِما-) واوضح اسماعيل ان المليشيات اقدمت على نهب كل الممتلكات سواء كانت في المنازل او الاسواق قبل ان تقوم بحرق القرى، واجبرت بعض الاسر على البقاء في مناطقهم رغم المأساة قبل ان يتمكن بعضهم من التسلل والهرب الى معسكر عطاش والقرى البعيدة من مواقع القتال.
فيما اشار صلاح ابكر ادم الذي نزح من بلدة (فينا) هناك (36) قرية حول (فينا) تم حرقها بالكامل، مبيناً ان كل الطرق كانت مغلقة في وجه الفارين من الحرب في قمة الجبل ولم تفتح الا قبل (5) ايام واضاف (لذلك تصل كل يوم الى معسكر عطاش ما لا يقل عن (20) اسرة) ونوه الى ان الاسر تفرقت تماماً منهم من قتل ومنهم من لم تدرِ اسرته اين اتجه، وذكر صلاح ان الاسر التي تصل تفتقد للغذاء والايواء وتابع (لم يقدم لنا شيئاً منذ وصولنا الى المعسكر سوى ان النساء في المعسكر ظللن يعدن الوجبات ويوزعنها للنازحين الجدد)
من جهته قال خالد عبد الرحمن مهاجر انه شعر قبل اسبوعين ان هناك قتال سيقع بين فصائل الحركات المسلحة التي كانت متواجدة في المنطقة، وتابع (لاحظنا استفزازات بين عناصر هذه الحركات كانت تنذر بوقوع اشتباكات بينها لذلك غادرنا المنطقة قبل وقوع الاشتباكات بين فصائل الحركات والتي نجم عنها حرق عدد من القرى) واضاف (من بعد ذلك اندلع القتال بين الحركات من جهة والقوات الحكومية والمليشيات من جهة اخرى والذي ادى الى حرق العشرات من القرى) منوهاً الى انه خلال هذا الشهر وصلت الى معسكر عطاش اكثر من (230) اسرة لكنهم يعيشون اوضاعاً انسانية صعبة، واضاف ان النازحين يفتقدون الطعام والايواء ومياه الشرب، ونبه الى ان المشكلة الكبرى التي يواجهونها تتمثل في انعدام مياه الشرب، وتابع (الناس ديل والله تعبانين تعب ما عادي ويعانون معاناة كبيرة)
وقال احد شيوخ معسكر عطاش (البشر الناقي) في تصريحات سابقة (لدارفور24) ان الاسر التي نزحت الى المعسكر تعيش اوضاعاً مأساوية، وتم تسجيل (149) اسرة لدى مفوضية العون الانساني بالولاية وتم منحهم مواد ايواء، بينما هناك نحو (80) اسرة لم يتم تسجيلها ولازالت تعيش في العراء داخل المعسكر، ولم تقدم لها المساعدات الضرورية للحياة.