يواجه لاجئو دولة جنوب السودان المتواجدون حالياً في قرى محلية “اللعيت جار النبي” بشمال دارفور، أوضاعا انسانية بالغة التعقيد، وسط غياب المنظمات الانسانية وفقر المجتمعات المحلية.
ويعيش اللاجئون في مناطق تفتقر للخدمات الضرورية كالمياه والتعليم والصحة، وفوق ذلك تكثف السلطات المحلية حملاتها لمحاربة الخمور البلدية (المريسة) التي يعتبرها اللاجئون في تلك المناطق غذاءآ اساسيا لهم ولصحة ابنائهم.
وكشف أحد قادة اللاجئين، السلطان ملوال دينق كجواك، في اتصال هاتفي مع (دارفور 24) “السبت” عن وجود حوالي 15 ألف لاجئ هارب من دولة جنوب السودان، منتشرين في قرى “حسكنيتة، وحبيب درما، وشق الليون، وفتاحة، ودليل بابكر، ودليل دخيري، وام ليالي”، بشمال دارفور.
وأوضح أن اللاجئون يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والماء بالاضافة إلى عدم توفير الاحتياجات الانسانية من مآوى وخدمات صحية وتعليمية.
وقال إن السلطات المحلية رفضت قبول ابنائهم في المدارس مجاناً وان معظمهم يعملون بالأجرة في حراثة الأرض لزراعة الفول السوداني ولا يمتلكون المال الكافي لتعليم ابنائهم.
وأكد كجواك أن اوضاعهم أصبحت في غاية السوء خاصة مع الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بالولاية، معلناً عن عدم استجابة السلطات المحلية لاحتياجاتهم الانسانية.
وأضاف “هناك عدد من المنظمات التي تعمل في تقديم بعض المعينات ولكنها غير كافية لمواجهة الاحتياجات المطلوبة”، مناشداً المنظمات الدولية والوطنية بتكثيف جهودها وتقديم الخدمات الضرورية لهم في أقرب وقت ممكن. كما ناشد الشرطة المحلية بالحد من حملاتها تجاه مكافحة مشروب “المريسة”.
الجدير بالذكر ان الحرب والمجاعه التي ضربت دولة جنوب السودان مؤخرا دفعت بتدفق اعداد كبيرة من اللاجئين الي دولة السودان المجاورة حيث فر حوالي مليون لاجئ جنوبي الي السودان واستقرو معظمهم في ولايات شمال دارفور والنيل الابيض وشرق دارفور وجنوب كردفان