غبيش ــ دارفور 24
اعتقلت السلطات الأمنية بمحلية غبيش بولاية غرب كردفان، الأثنين، مدير وحدة التعليم الثانوي بالمحلية، محمد اسماعيل همبكي، وجرى ترحيله فوراً إلى حاضرة الولاية الفولة، على خلفية مقال تحدث فيه عن تلاعب جهات بالوقود المخصصة للمحلية.
ويعد همبكي أحد الناشطين كثيفي الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حديثه عن قضايا المواطنين في المحلية ونقده اللاذع للسلطات بالولاية بسبب اهمالها لقضايا التنمية.
وجرى اعتقال “همبكي” وهو عضو بحزب المؤتمر الوطني، وفقاً لقانون الطوارئ الساري بالولاية، وسط انتقادات وحالة من الغضب والتذمر وسط المواطنين بمدينة غبيش.
وقال همبكي في مقاله المعنون بـ (رسالة الى والي ولاية غرب كردفان) إن الوقود لم ينعدم ابدا في غبيش ولكن المواطن لا يستطيع الحصول عليه رغم أن الطلمبات مليئة بالوقود، بحجة أن مخصص لـ “دوانكي المياه” فقط.
وأضاف “ينتظر المواطنون امام الطلمبات حتى الساعات الأولى من الصباح وعندما يتملكهم اليأس يرحلون، وعندها تهجم العربات الحكومية بمختلف انواعها، وبراميل على ظهور “الكوارو” وتفرغ الطرمبة تماما”.
وأكد أنسعر برميل البنزين المسحوب (باللفة) من الطرمبة بلغ 13200 جنيه بواقع 300 ج للجالون، بينما بلغ برميل الجازولين 8800 جنيه.
وأوضح أن الوضع جعل تذكرة السفر من غبيش الى النهود ترتفع من 150 ج إلى 400 جنيه، بينما ارتفع مشوار عربة “الاتوس” الداخلي من 20 ج الى 50 جنيه.
وتابع “كل أهل غبيش يعرفون من الذي يتاجر بالوقود بالاسم وبالصفة وبالمكان وبالكيفية ولكنهم لن يجرؤوا على الكلام لانهم يخافون من تفعيل الطوارئ ولكنهم في مجالسهم الخاصة يتهامسون حاميها حراميها”.
ودعا همبكي حكومة الولاية إلى اصدار لوائح واوامر صارمة ورادعة تنظم عملية التعامل مع الوقود ومعاقبة من يخالفها، بجانب تكوين آلية من جهات متعددة تحت اشراف المعتمد وعدم ترك الأمر لجة واحدة، في إشارة إلى جهاز الأمن الذي يحتكر الاشراف على الوقود.
وأضاف مخاطباً الوالي “ما دفعني للكتابة أنني رأيت وسمعت وعرفت ان هناك قلة من منسوبيك يتاجرون في حياة الغلابا من مواطنيك، امتصوا عرقهم، وولغوا في دمائهم، وكسروا عظامهم، وربما هم نفسهم يضللونك ويخفون عنك الحقائق”.