خلف تنصيب الصادق المهدي، رئيساً لتحالف (نداء السودان) جدلاً كثيفاً في الأوساط السياسية وأثار تخوفات أنصار المعارضة المسلحة باعتبار أن المهدي من الرافضين لاستخدام القوة في العمل المعارض وظل يدعو للعمل المدني والتغيير بوسائل سلمية
ونص الاعلان الدستوري لقوى (نداء السودان) عقب اجتماعات باريس التي انفضت السبت، على أن التحالف ملتزم بتحقيق مطالب الشعب السوداني المشروعة بالوسائل الخالية من العنف، اما عبر إنتفاضة شعبية سلمية او حوار بإستحقاقاته على سنة كوديسا جنوب افريقا 1992
كما أكد “الاعلان الدستوري” على أن القوى السياسية الحاملة للسلاح أعضاء نداء السودان ملتزمة بأهداف “النداء” السلمية المدنية البعيدة عن العمل العسكرى، وملتزمة بوحدة السودان في ظل المواطنة بلا تمييز، وفي ظل الحرية والعدالة والتنمية.
واعتبر البعض أن تلك النقاط الواردة في الاعلان الدستوري جردت القوى المسلحة خصوصاً في دارفور، من حقها في العمل المسلح ضد الحكومة، والزمتها برؤية المهدي التي يسميها “التغيير الناعم” عبر الوسائل السلمية
لكن الأمين العام لـ “نداء السودان” ورئيس الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة في دارفور، مني أركو مناوي، سارع لتوضيح ملابسات مخرجات اجتماعات باريس مطمئناً المشفقين على العمل المسلح
وقال في رسالة وجهها إلى أنصار حركته وأنضار الجبهة الثورية، إن “نداء السودان” لم ولن يلغ الجبهة الثورية ولا حركة تحرير السودان ولا العدل والمساواة ولا الحركة الشعبية، مؤكداً أنها كيانات باقية بقوتها العسكرية وبكينونتها الذاتية
وأضاف في رسالته التي أطلعت عليها (دارفور 24) “لذلك من حق هذه الجبهات والحركات تحريك جيشها او ايقافه متى ما ارادت لكنها خارج ماعون “نداء السودان” الذي توافق أهله في حدود دنيا”.
وأوضح أن “نداء السودان” تحالف مدني يجمع مناضلين مسلحين ومعارضين مدنيين، وأن القوة المسلحة التي تشكل أساس “نداء السودان” ليست في حاجة أن نجعل التحالف ساحة للعمل العسكري، بحكم انها لم تفتقد الساحات التي تنشط فيها عسكرياً
وبرر ابعاد العمل العسكري من الاعلان الدستوري لـ “نداء السودان” بأنه خوفاً من أن يستغله النظام الحاكم كثقرة قانونية في مواجهة أعضاء التحالف المدنيين، مشيراً إلى التحالف يضم أحزاب مدنية ومنظمات مجتمع مدني بالداخل
وتابع “اما وسائلنا الآخرى ستستمر بذات الأسماء التاريخية النضالية التي تحملها وتنشط بكل حرية في محاورها التقليدية الحديثة”.
وأكد أن التحالف يسعى لجمع أكبر عدد من القوى المعارضة من مكونات المجتمع المدني التي تنبثق من اللاجئين والنازحين والمهجرين في دول العالم المختلفة، مردفاً “والتنظيمات الآخري النسوية والشبابية والفئوية القائمة ولم تتكون بعد وكذلك المطلبيات ذات تابع جهوي والحركات المسلحة جميعها آهلة ان تنضوي في البوتقة”.
وقال إنه من المستحيل جمع كل تلك القوى مل لم يتقبلوا بعضهم في حدود أدنى لكل منهم، وأضاف “لذلك اَي حديث عن بيع الجيش بحكم الانخراط في التحالفات هو عار من الصحة وناتج عن ضيق وقصر أفق قائله”.
وألزم الاعلان الدستوري لـ “نداء السودان”، أركو مناوي الذي يتولى أمانته العامة، بالعمل السلمي فقط وفقما ورد في الفقرة القائلة “أمانة تنفيذية ملتزمة بالضوابط المدنية وتؤدي مهام سياسية محضة ولا عالقة لها بالعمل المسلح”.
لكن الناشط والمراقب للشأن الدارفوري، د. الوليد مادبو، اعتبر ما جرى في باريس إخفاق لتحالف “نداء السودان” منتقداً بشدة تسليم قادة الحركات المسلحة رئاسة التحالف المعارض للمهدي
وأضاف “ما الذي ستقولونه للنازحين الذين قذفوا “الكهنوت” بالحجارة وقد كان حري بهم أن يرجموه، عندما قدم لزيارة المعسكرات في 2004″.
وأوضح مادبو في تعليق على مخرجات اجتماع باريس أطلعت عليه “دارفور 24” أن المعركة معركة وعي وأسلحتها التربية الروحية والفكرية، مردفاً “وهذه أمور لا يجدي معها الاستعجال”
ودعا إلى العمل وعدم إغفال حجم التواطؤ الذي بدأ منذ سنار وما زال مستمراً بين النخب الدينية والعسكرية والطائفية والقبلية والاقتصادية