تقرير: دارفور24
المعاناة التي تواجه سكان الاحياء الشمالية لمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور في شهور فصل الصيف في كل عام ربما تكون الاخيرة هذا العام بعد وصول الخط الناقل لمياه المشروع الاسعافي لمياه المدينة الذي تم فيه حفر عدد (10) آبار جوفية بعمق (1500) متر للبئر على بعد (22) كيلو متر من المدينة.
وقالت سلطات المياه بالولاية ان هذا المشروع سيعالج بشكل جذري مشكلة المياه التي ظلت تؤرق السكان خلال السنوات الماضية، واوضح مدير هيئة المياه بالولاية المهندس إدريس دبكة في تصريحات صحفية بمناسبة دخول خط مياه المشروع الاسعافي لمدينة نيالا يوم السبت ان المشروع الذي تم افتتاحه قبل شهرين ينتج يومياً (10) آلآف متر مكعب، وهي تمثل (50%) من كمية المياه المنتجة للمدينة، وأكد ان مياه الخط سيتم ضخها في الشبكة في غضون الاسبوعين القادمين بعد الفراغ من توصيل الخط بالشبكة الداخلية للأحياء، مشيراً الى ان معاناة سكان المدينة تتكرر في كل عام في الفترة من شهر مارس الى مايو بسبب انخفاض مناسيب المياه الجوفية بوادي (برلي) الذي يشطر المدينة لنصفين، واضاف (هذا المشروع سيكون نهاية المعاناة.
بينما اقر وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة بالولاية طه عبدالله حامد ان اكبر مشكلة تواجه مدينة نيالا تتمثل في توفر مياه الشرب، وابان العلاج الجذري لها لا يتم الا باكمال مشروع مياه نيالا من حوض البقارة، الذي يتعثر العمل فيه منذ أكثر من (10) سنوات، ونوه طه الى ان حكومة الولاية اتجهت الى ايجاد حل اسعافي لمشكلة المياه بنيالا من خلال تنفيذ المشروع الاسعافي، الذي وصل الى الاحياء الشمالية الشرقية للمدينة، وتابع (نحن الآن في الشهور الأكثر معاناة من اجل مياه الشرب لذلك ندعو جميع السكان الى اعادة توصيل خطوط المياه الى منازلهم التي قطعت في الفترة السابقة سواء ان كان بسبب المديونيات او عدم توفر الامداد حتى يأمنوا حقهم في مياه الشرب) واعلن الوزير عن تخفيض نسبة (30%) لتخفيز سكان احياء نيالا شمال لسداد مديونياتهم، وكشف طه عن نقل الاكشاك التي تنتج كميات من المياه خارج الشبكة وبصورة عشوائية من وسط المدينة الى اطرافها بالتنسيق مع صندوق اعمار دارفور لاعادة تأهيلها وتطويرها لتنتج مياه صالحة للشرب يستفيد منها سكان الاحياء الطرفية بالمدينة، واشار الى اتجاه وزارته لصيانة وتأهيل آبار المياه وسط وادي (برلي) التي تعتمد عليها في سد جزء من الفجوة في المياه التي تصل الى (50%)
معتمد محلية نيالا شمال اسماعيل يحى قال إن سكان المحلية ظلوا يعانون لفترات طويلة من شح مياه الشرب، واشار الي ان هذا الأمر ادى الى تضجر السكان وعزوفهم عن التعامل مع هيئة المياه بالمدينة، واضاف (لكن بعد وصول هذا الخط الناقل للمياه نبشر سكان المحلية بأن هذه الخطوة تنثل حلاً شبه جذري للمشكلة) وقال ان حكومة المحلية ستعمل مع اللجان الشعبية على حث السكان لاعادة امدادهم لتفادي المعاناة في الشهرين المقبلين.
في الاثناء يشكو سكان بقية احياء المدينة هذه الايام من مشكلة شح المياه التي ظلت تتكرر في هذا التوقيت من كل عام واشار سكان الحارات (6، 7، 8، 10) بحي الجير غربي المدينة الى ان حي الجير يعد من الاحياء القديمة حيث انشأ في العام (1970)م الا انه حتي الآن خارج شبكة المياه، وقالت المواطنة فاطمة الحسين أحمد انهم يعانون من العطش وهم في المدينة، ولفتت الى ان برميل المياه بلغ سعره (20) جنيه في الحي، واضافت (نناشد الحكومة ان تأتينا بالماء قبل تفاقم ازمتنا)
وتشير هيئة مياه الشرب بالولاية الى ان آبار المشروع الاسعافي لمياه المدينة لا تتأثر كثيراً بانخفاض منسوب المياه في فصل الصيف لجهة انها تم حفرها بعمق (1500) متر الامر الذي يجعلها منسابة طول العام، واشارت الى ان هذا المشروع سيتيح لها امكانية تحويل الامداد الذي كان تحظى به الأحياء الشمالية الى حارات حي الجير غربي المدينة.