اعتقلته الحكومة في اول مواجهة عسكرية عنيفة ترجمت الاحد علي ارض الواقع بين قوات حرس الحدود بقيادة الزعيم العشائري موسى هلال وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان المشهور “بحميدتي ” بعد ان ساد فترة طويلة من الاحتقان العميق تبادل خلالها الاتهامات وراح ضحيتها عشرات القتلي والجرحى في صفوف الطرفين بمنطقة مستريحة 86 كلم جنوب غرب مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
من هو موسى هلال
الشيخ موسى هلال عبدالله اسم ذائع الصيت اشتهر في اقليم دارفور غربي السودان وهو زعيم أهلي لعشيرة ” المحاميد ” احدى بطون قبيلة الرزيقات العربية التي ترعى الابل في ولاية شمال دارفور ويمثل هلال في الفترة الاخيرة القائد العسكري لقوات حرس الحدود منذ ان تم استيعاب مليشياته المسلحة التي كانت تقاتل الي جانب القوات المسلحة السودانية في العام 2007 ضد الحركات المتمردة في الإقليم بعد اتهامات دولية وإقليمية للحكومة السودانية بإحتضان مليشيات قبلية مسلحة ارتكبت مجازر ضد المدنيين غير انه باغت الحكومة في العام 2014 بتأسيس تنظيم اسماه ب “مجلس الصحوة الثوري” وهو تنظيم سياسي رغم انه يمثل قائد عسكري لقوات حرس الحدود التابعة للقوات المسلحة التي يمنع قانونها اي انتماء سياسي للجنود الامر الذي اعتبره الكثيرين بانه اول إشارة لتمرد الرجل علي الحكومة .
وبرز اسم موسى هلال بشكل لافت في بداية العام 2004 اي بعد عام من قتال القوات الحكومية مقاتلي حركة جيش تحرير السودان التي كبدت وقتها الجيش السوداني خسائر فادحة خاصة بعد تنفيذها هجوم عنيف علي مطار مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وقواعد عسكرية في محليتي كتم وكبكابية حيث استعانت الحكومية السودانية بمليشيات قبلية تم تسليحها عسكريا ولكن لمع شخصية الزعيم القبلي ” موسى هلال ” اكثر عندما طالبت الحركات المتمردة ومنظمات حقوقية برفع اسمه ضمن قائمة المتهمين بارتكاب جرائم التطهير العرقي واخري ذي صلة بالإبادة الجماعية في دارفور مما اضطر اكثر من مليونين ونصف المليون الي الفرار مجبرين الي مخيمات النزوح بالقرب من المدن الرئيسية بالإقليم
وفي العام 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحق اربعة من كبار مسؤولي الحكومة السودانية ضمنهم الرئيس عمر البشير و وزيرالدفاع حينها عبدالرحيم محمد حسين حيث اتهموا برتكاب جرائم تتعلق بالإبادة الجماعية والتهجير القسري وجرائم الحرب وغيرها
تاريخ ونشأة قوات حرس الحدود
تعود نشأة قوات حرس الحدود الي الخامس من مايو 1970 حيث رفعت القيادة العليا للجيش السوداني طلب الي القائد الاعلي للجيش السوداني وقتها الرئيس جعفر نميري باهمية تأسيس قوات حرس الحدود وصادق عليها نميري وكانت قيادتها بشرق السودان في الحدود مع دولة “اريتريا” وكانت مهمتها فقط جمع المعلومات حول الأحداث الجارية في دول الجوار الشرقي ولكن في العام 1998 تم إلغاء قوات حرس الحدود وتم استبدال اسمها الي استخبارات الحدود واستمرت حتي العام 2006 وفي العام 2007 تم استيعاب المليشيات القبلية بقيادة الشيخ موسي هلال تحت مسمى قوات حرس الحدود وأصبحت جزء لا تتجزأ من المنظومة العسكرية لتكون سدا للإدعاءات الدولية للحكومة السودانية برعاية مليشيات قبلية مسلحة مازالت ترتكب جرائم ضد الانسانية الامر الذي ظلت تنفيه الحكومة السودانية باستمرار
بداية الخلاف بين هلال والحكومة السودانية
ظهر اول خلاف بين الحكومة السودانية وزعيم المحاميد بصورة واضحة في العام 2015 في اعقاب تأسيس قوات الدعم السريع 2013 بقيادة محمد حمدان دقلو ” حميدتي” و منحه رتبة ” عميد ” بعد كان جنديا يقاتل تحت إمرة الشيخ موسي هلال الذي اعتكف اخيراً بمقر إقامته بمنطقة ” مستريحة وسجل مقعده بالمجلس الوطني غيابا طويلا اذ يعمل الرجل ايضا عضو البرلمان عن دائرة” المالحة” بولاية شمال دارفور ولم يسقط قيادة المجلس الوطني حتي اللحظة عضوية موسى هلال من المجلس وتعيين غيره يمثل الدائرة في قضاياها
وبحسب تصريحات سابقة لقائد قوات الدعم السريع الفريق “حميدتي” انه اتصل به رئيس الجمهورية شخصيا وطلب منه تشكيل قوات الدعم السريع والقتال الي جانب القوات الحكومية في العمليات العسكرية الدائرة في كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق مضيفا انه وبناءا علي الاتصال التقى بالبشير وقدم له طلبات سرعان ما استجاب له الأخير فورا اذ تتصل باهمية ترقية جنوده الي ضباط بالاضافة الي مشاركة واسعة لقبيلته “الرزيقات ” في السلطة فضلا عن احداث طفرة تنموية في مناطقهم
رفضه قرار جمع سلاح قواته
ورفض موسى هلال قرار اللجنة القومية العليا برئاسة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن في منتصف غسطس الماضي القاضي بجمع السلاح من القبائل والمواطنين و شمل القرار جمع سلاح قوات الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية و قوات حرس الحدود
وسارع هلال دعوة قواته الي اجتماع عاجل بمنطقة مستريحة للاستفتاء حول قرار جمع سلاح قوات حرس الحدود والانضمام الي قوات الدعم السريع تحت قيادة الفريق “حميدتي”الامر الذي رفضه هلال مناصروه جملة وتفصيلا واتهم هلال لدى مخاطبته حشوده العسكرية رئيس الجمهورية بالاحتماء بقوات الدعم السريع وتمويلها وإهمال الجيش السوداني والشرطة والأمن لافتا الي ان القصد منه تجريد قواته من السلاح
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف قد اصدر قرارا بدمج قوات حرس الحدود مع قوات الدعم السريع في اطار اعادة هيكلة ما اسماه ” القوات الداعمة للقوات المسلحة السودانية لقتال الحركات المتمردة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وابان عوف ان هيكلة هذه القوات ليس القصد منها إضعافها وإنما الغرض منها تطويرها
وقال هلال في تسجيلات صوتية انتشرت بصورة واسعة النطاق في وسائط التواصل الاجتماعي ” الفيس بك والوات ساب ” ان نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد و قائد قوات الدعم السريع قد تسلقا الي مناصبهم الحالية عبر دماء وأرواح قوات حرس الحدود كما وصف قوات الدعم السريع بالشرذمة والكذابين وكما اتهم حميدتي بالضلوع في محاولة انقلابية قاده الفريق طه عثمان مدير مكاتب رئيس الجمهورية مقابل القفز الي منصب وزير الدفاع حتى يتسنى له القضاء علي قوات حرس الحدود غير ان قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي وصف تصريحات هلال بالهضربة موضحا انه لا يملك قوات حرس الحدود أصلا وبالتالي قال انهم لم يفكروا في مواجهة الامر الذي كذبه واقع اليوم.