انفجار مخزن الزخيرة بنيالا.. مأساة مستمرة وحكومة غائبة

نيالا : دارفور24 :..لم تدري اسرة الطفل خالد عجوب “18
عام” انها على موعدٍ مع مأساة جديدة تحل بهم بعد مضي ثلاثة أشهر من مأساة ومعاناة
مئات الاسر التي خلفها انفجار مخزن الزخيرة التابع لقوات الدعم السريع الذي كان يتوسط
احياء (المطار والمصانع والدباغة) المأهولة بالسكان بعاصمة جنوب دارفور نيالا.

ومنذ يوم الانفجار في (22) مايو الماضي ظلت المعاناة
حاضرة نتيجة لمخلفات الانفجار من زخائر اعيرة نارية وعبوات غير منفجرة، ظلت تحصد ضحاياها
من الاطفال طيلة الثلاثة اشهر الماضية التي اعقبت الانفجار بجانب ترويعها للمواطنين
بالانفجارات المتواصلة في الشهر الاول الذي اعقب الانفجار.

ففي صباح يوم الثلاثاء الماضي ودعت الام (منى) ابنها
خالد الى مدرسة عمر المختار المجاورة لانقاض المخزن المبعثرة في كل مكان حول المدرسة،
قضى خالد يومه الدراسي كالمعتاد وفي طريق عودته الى المنزل برفقه زملائه إلتقطوا جسماً
غير منفجر (عيار ناري) من مخلفات زخائر المخزن وحاولوا نزع فتيله، فكانت الكارثة دوي
انفجار اصاب خالد ورفقائه الثلاثة وكانت الاصابات بالغة نقلوا على اثرها الى مستشفى
نيالا التعليمي.

(دارفور24) زارت (خالد) ورفاقه في عنبر جراحة الاطفال
لتقف على عدد (تسع) حالات جميعهم اطفال راحوا ضحية للمقذوفات والزخائر غير المنفجرة
التي تناثرت في الاحياء المجاورة للمخزن، وبحسب الممرضات بالعنبر اللائي تحدثن لدارفور24
فإن الاصابات جميعها بالغة وقد تتسبب في اعاقات دائمة لعدد منهم .

واشارت الممرضة الى ان كل الإصابات في الجزء العلوي
من اجساد المصابين، مبينة ان من بين الاطفال المصابين طفلة لم تتجاوز (العاشرة) قد
تفقد بصرها لجهة ان العبوة النارية اصابتها في وجهها مباشرة ما ادى الى اصابة العينين
بصورة خطيرة، واقرتا بضعف الخدمات والعناية الصحية المقدمة للاطفال في العنبر مقارنة
بخطورة ونوع الاصابات التي تعرضوا لها،

وتحكي والدة الطفلين نورالدين (13) سنة وحسن
(11) سنة من معسكر عطاش الذي يقع شمال مدينة نيالا ان ابنيها اصيبا عندما انفجرت عبوة
نارية تم جلبها من محيط المخزن المتفجر بواسطة اطفال من المعسكر وجاءوا للعب بها بالقرب
من منزلها، والدة الطفلين التي لم يتجاوز عمرها الثلاثينيات بدت عليها الحسرة وهي تتألم
لآلآم ابنيها خاصة اصابة الاصغر كانت بالغة افقدته الوعي لأكثر من يومين قبل ان تستقر
حالة لكنه يئن من الألم لتزداد والدته ألماً وهي تقف بجواره وممسكة بطرف ثوبها لتهب
عليه هواء لعله يخفف عنه حرارة الجو في العنبر الذي يفتقد للمراوح والتي امتزجت بحرارة
الآلآم لتضاعف معناناته، والوالد بالزاوية الآخرى من العنبر يجلس بالقرب من رأس ابنه
الذي اصيب اصابات بالغة في صدره.

والحال في العنبر كما وصفتها الممرضة مأساوية جداً
ولم تحظى بالاهتمام الذي يتوجب على المسئولين القيام به باعتبار ان هؤلاء الاطفال ضحايا
لتقصير مؤسسات حكومية ممثلة في وزارة الدفاع السودانية.

على الرغم من العدد الكبير للاطفال في العنبر
(9) اطفال وقبل أكثر من شهر تم تخريج ثلاثة اطفال اصيبوا بذات العبوات النارية الا
ان لجنة أمن الولاية- ممثلة في رئيسها والي الولاية ادم الفكي ومقررها مدير الشرطة-
نفت علمها بوقوع هذه الإصابات وسط الاطفال .

وقال مدير الشرطة في مؤتمر صحفي انهم ليس لديهم
علم بهذه الاحداث ولم تصلهم اي بلاغات بوقوع اصابات بين الاطفال،

في الاثناء طالب مواطنو احياء المطار والمصانع والدباغة
حكومة جنوب دارفور بازالة مخلفات مخزن الزخيرة وتنظيم حملة لجمع الاعيرة النارية التي
انتشرت في الاحياء وهي تشكل مهدداً لحياة الاطفال، وحملوا الحكومة مسئولية هذه الإصابات،
لجهة انها اهملت مخلفات المخزن ودون اي مبررات تركتها لاكثر من ثلاثة اشهر،.

وقال والد الطفل نورالدين الذي يرقد بالعنبر (انا
محتار لماذا تترك الحكومة هذه الانقاض حتى الآن؟) ولم تعين حراسات من الشرطة لمنع الاطفال
من اللعب بهذه الزخائر غير المتفجرة، واضاف (اطفالنا راحوا ضحية اهمال الحكومة) واشار
الى ان خطورة الأمر موقع المخزن قريب من مدرسة اساس يخرج منها الاطفال ونبه عدد من
المواطنين الى ان المنطقة لا يوجد بها مركز للشرطة بعد ازالة مركز الصناعات بسبب بيع
قطعة الارض التي انشأ فيها لقائد الدعم السريع، الامر الذي نتج عنه وقوع هذه الإصابات
لجهة انه ليست هناك حراسة للموقع، واضطرت شرطة الولاية الى اخلاء مركز شرطة الصناعات
بعد مطالبة حادة من قائد الدعم السريع بحسب المصادر.